غزة تستغيث.. الأمم المتحدة: خسرنا عدد كبير من العاملين بالإغاثة الإنسانية (فيديو)

حذرت أولجا شيريفكو، المتحدثة باسم الأمم المتحدة في غزة، من التصعيد الخطير الذي يشهده القطاع، مؤكدةً أن المنشآت المدنية والإنسانية تعرضت لاستهداف واسع خلال الفترة الأخيرة، ما أدى إلى خسائر فادحة، خاصة في صفوف العاملين في المجال الإنساني.
وأشارت "شيريفكو"، خلال مداخلة في برنامج «مطروح للنقاش»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن عام 2024 كان واحدًا من أكثر الأعوام دموية بالنسبة للعاملين الإغاثيين، حيث سقط ما لا يقل عن 408 قتيل، بينهم 219 من طواقم الأمم المتحدة، مع استمرار ارتفاع هذه الأرقام يومًا بعد يوم.
ارتفاع أعداد النازحين
وأضافت، أن النزوح القسري تفاقم بوتيرة غير مسبوقة، حيث اضطر أكثر من 280 ألف شخص لمغادرة منازلهم خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، فضًلا عن أن سكان غزة يواجهون أوضاعًا مأساوية مع استمرار التصعيد العسكري وانعدام أي ملاذ آمن، لا سيما الظروف الحالية والتي تجعل القطاع واحدًا من أخطر المناطق في العالم بالنسبة للمدنيين والعاملين في المجال الإغاثي.
وذكرت أن العاملين في المنظمات الإنسانية يواصلون عملهم وسط بيئة محفوفة بالمخاطر ودون أي ضمانات أمنية، قائلة: «لقد عبرنا عن مخاوفنا وطالبنا بضمانات أمنية، لكننا لم نتلقَ أي استجابة حتى الآن، وما زالت الهجمات مستمرة، بل وازدادت حدتها منذ 12 مارس»، إذ أن فرق الإغاثة تجد صعوبة بالغة في تقديم المساعدات الإنسانية بسبب استمرار القصف وانعدام الحماية الدولية لهم.
إغلاق المعابر يزيد الأزمة
ولفتت إلى أن الأزمة الإنسانية ازدادت سوءًا بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع، مما أدى إلى تعطيل وصول الإمدادات الغذائية والطبية الأساسية.
وأكدت أن القيود المفروضة على حركة المساعدات الإنسانية تعيق جهود الإغاثة بشكل خطير، وتجعل الوضع أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت، مضيفةً أن السكان يواجهون نقصًا حادًا في المواد الأساسية، وسط غياب أي استجابة دولية فعالة لحل الأزمة.

دعوات لوقف التصعيد
ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد العسكري في غزة، وتوفير ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين في المجال الإغاثي، مشددة على أن استمرار تجاهل المجتمع الدولي لهذه الأزمة سيؤدي إلى مزيد من المعاناة للسكان المدنيين، مطالبةً بضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية الأبرياء وتقديم الدعم اللازم لهم.
وفي ختام تصريحاتها أكدت أن قطاع غزة يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وبينما تستمر المناشدات الدولية لوقف العنف وضمان وصول المساعدات، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، مما يترك ملايين الفلسطينيين في مواجهة المجهول وسط أوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.