رموز إسلامية |أبو بكر الصديق عون رسول الله ورفيق الغار
في سجل التاريخ الإسلامي يقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه شامخا كأحد أعظم الرجال الذين حملوا راية الإيمان بصدق وثبات, هو عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي، أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال، وصاحبه في الهجرة، ورفيقه في الغار.
ثبات وإخلاص
في كل مرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقف إلى جوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم بثبات وإخلاص نادرين، فاستحق عن جدارة أن يلقب بـ "صديق رسول الله" و"عون الدعوة الأول".
ذراع قوية للنبي
منذ اللحظة التي سمع فيها أبو بكر بخبر البعثة لم يتردد في الإيمان بالنبي، بل بادر إلى التصديق به دون جدال أو تردد. كان يعرف صدق محمد وأمانته قبل النبوة، فلما دعاه إلى الإسلام أجابه بطمأنينة المؤمن الذي وجد ضالته,ومنذ ذلك اليوم تحول أبو بكر إلى ذراع قوية للنبي، ينصره بماله وجهده وكلمته.
صفاء القلب ورقة الطبع
امتاز أبو بكر بصفاء القلب ورقة الطبع وعمق الإيمان,و لم يتردد لحظة في تصديق النبي حين بلغه خبر الإسراء والمعراج، فكان لقبه الخالد "الصديق". كان يرى في رسالة الإسلام حقيقة لا يشوبها شك، فقدم ماله وجهده دفاعا عن هذا الدين. حرر العبيد الذين عذبوا في سبيل الله، وفي مقدمتهم بلال بن رباح، وبذل كل ما يملك لنصرة الدعوة.
حين اشتد البلاء على المسلمين في مكة كان أبو بكر الملجأ الآمن لكثير منهم، وحين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم كان رفيقه الأمين في الرحلة التي غيرت مجرى التاريخ ,وقد خلد القرآن تلك اللحظة بقوله تعالى "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"، فكان أبو بكر صاحب الغار وصاحب المبدأ وصاحب الرسالة.
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقف أبو بكر موقفا عظيما حفظ به تماسك الأمة، فخطب الناس قائلا "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". بذلك أعاد إلى المسلمين توازنهم وأكد أن الرسالة باقية ما بقي الإيمان بالله.
قاد أبو بكر الأمة في مرحلة عصيبة من تاريخها، فواجه الردة بحزم، ووحد الصفوف، وأعاد للدولة الإسلامية قوتها. كان زاهدا في الدنيا، رحيما بالرعية، شديد الخوف من الله، حتى قيل إنه كان إذا صلى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من شدة البكاء.
رحل أبو بكر الصديق بعد عامين من خلافته، تاركا للأمة إرثا من الإيمان والعدل والصدق لا يزول أثره, بقي اسمه رمزا خالدا للثبات والوفاء، وصوتا صافيا يذكر الأجيال بأن القوة الحقيقية تنبع من الصدق مع الله.


