00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

فيديو تلاوة القرآن في المترو| أمين الفتوى: المواصلات العامة فضاء مشترك له آداب

الدكتور هشام ربيع
الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى

قال الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء، تعقيبا على مقطع فيديو لشاب يتلو القرآن داخل المترو: لا شك أنَّ تلاوة القرآن الكريم مِن أعظم القُرُبات، لكن "الجَهْر بالقراءة بشكل لافت في وسائل النَّقْل العام -خاصة المترو-"، وبث ذلك في مقاطع مرئية... ظاهرة تحمل سلوكًا ذات دلالات سلبية.

فيديو تلاوة القرآن في المترو

وتابع أمين الفتوى تحت عنوان «أنا أقرأ... إذن أنا مؤمن وغيري لا"... هل هذا هو التَّديُّن الذي نريده؟»: فمَن يُصوِّر نفسه وهو يقرأ بصوت عالٍ بين الناس في وسائل النَّقْل، وتصوير نفسه كأنه "الحق المطلق" في محيطٍ مِن "الغافلين"... هذا المنحى الخاطئ يحوِّل العبادة مِن علاقة خفية بين العبد وربه، إلى استعراض عَلَني يُقصد به لفت الانتباه وتوجيه رسالة ضمنية بـ"الاستعلاء الإيماني على الآخرين"، وهذا يتنافى مع جوهر الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل، كما يفتح بابًا للرياء الذي حَذَّر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء».

وأضاف: أنا أقصدُ بكلامي مَن يرى في نفسه الخير بذلك دون غيره؛ إذ المواصلات العامة فضاء مشترك له آدابه وحقوقه، فهي تضم المريض الذي يَئِن، والعامل المنهك الذي يطلب السكينة، والطالب الذي يُركِّز في مراجعة درسه، ومِن الأجدر بمن أراد استغلال وقته في التلاوة أن يخفض صوته أو يقرأ سِرًّا، صونًا لإخلاصه، ومراعاةً لحقوق إخوانه، فالمسلم الحَقُّ هو مَن يدعو إلى الله بحكمته وأخلاقه، لا باستعلائه وتصوير عباداته، ليكون قُدْوة حَسَنة بأفعاله الصادقة لا بمَشاهِدِه المصطنعة.

وشدد أمين الفتوى: لا داعي للاستعلاء بإيمانك؛ فأنت فردٌ في أمةٍ مرحومةٍ، وأمةُ سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم كلها بخير، وكلها مغمورة بفضل الله، وعبادتُك الخاصة هي هدية مِن الله لك، لا سوطٌ تضرب به ظهور الآخرين، فكن متواضعًا بطاعتك، رحيمًا بإخوانك، فكلنا نرجو رحمة ربٍ واحد. 

تم نسخ الرابط