00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

بنج الأسنان بين النقص والسوق السوداء: أزمة متكررة بوجوه جديدة

طب الأسنان
طب الأسنان

تجددت خلال الأسابيع الأخيرة أزمة نقص بنج الأسنان، لتعيد إلى الأذهان أزمة واجهتها أطباء الأسنان قبل ثلاث سنوات، حين اضطر البعض لتأجيل العمليات أو إلغاء مواعيد المرضى بسبب شح أدوية التخدير المحلي والمستورد.


أزمة متكررة بوجوه جديدة

ليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها سوق الدواء أزمة في البنج، ففي عام 2022 شهد السوق نقصا مشابها انتهى بحل مؤقت، دون تقديم حلول جذرية طويلة المدى.

وبعد ثلاث سنوات، تتكرر الأزمة نفسها: تحذيرات نقابية، تصريحات رسمية تنفي وجود أي مشكلة، وسوق سوداء موازية ترفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.


روايات متعارضة

نقابة أطباء الأسنان تربط الأزمة الحالية بتوقف توريد البنج الإسباني، أحد أشهر الأنواع المستوردة، نتيجة ارتفاع أسعار مواد الخام عالميا، إضافة إلى توقف خط إنتاج حكومي ، وتصدير نحو 80% من الإنتاج المحلي، ما خلق فجوة في السوق.

في المقابل، تنفي شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية وجود أي أزمة حقيقية، معتبرة أن ما يحدث "أزمة مفتعلة" تهدف إلى الضغط لرفع سعر البنج المستورد. من هنا بدأ الخلاف  بين الأطراف المعنية حول حجم الأزمة  وأسبابها.

رفع الأسعار… هل هناك صلة بالأزمة؟

قدمت الشركة المستوردة للبنج الإسباني طلبا لتحريك أسعار المنتج منذ نحو شهرين تقريبا إلى هيئة الدواء، قبل أن تبدأ أزمة النقص الحالية، ما أثار جدلا حول توقيت طلب زيادة  الأسعار بالنقص المفاجئ في السوق.

ويري مصدر في شعبة الدواء ،رفض ذكر اسمه ، أن التزامن بين أزمة النقص وتقديم الشركة المستوردة لأوراق رفع الأسعار ليس مصادفة، مؤكدة أن هناك مصالح لأطراف متعددة تستفيد من ارتفاع الأسعار.

كما أكد علي  أن الاعتماد بعض أطباء الأسنان على النوع الإسباني من أدوية التخدير أدى لشعور محدود بالنقص .


البحث عن "ممنوعات"

رغم نفي الشعبة، تكشف شهادات أطباء الأسنان ل"نيوز رووم" عن واقع أكثر تعقيدا، يختلط فيه النقص الفعلي بخلل التوزيع، وتستفيد منه السوق السوداء.

الدكتور محمد عبد الحكم  طبيب أسنان  يقول:

كنت عامل حسابي وعندي مخزون يكفيني لشهر في العيادة، واستطعت إدارة العمل خلال الأسابيع الأولى من الأزمة"
ويضيف "لكن مع استمرار النقص طالت الأزمة، ووقعت في مأزق، واضطررت للبحث عن موزعين غير معتمدين 
حتي لا اتوقف عن العمل ،قائلا" كأننا بنحث عن ممنوعات أو مخدرات "


السوق السوداء: اللاعب الحقيقي

في كل أزمة نقص للأدوية، تظهر السوق السوداء كوجه آخر للأزمة. كلما تأخر التوريد، يتشكل مسار موازٍ تتداول فيه عبوات البنج بأسعار مضاعفة.

عبوة البنج التي كان لا يتجاوز سعرها ل٧٠٠جنيه بعد أخر زيادة أسعار العام الماضي ،تجازوت سعرها في السوق السوداء ١٥٠٠جنيه واحيانا الفين جنيه".بحسب "عبد الحكم"

ويتوافق معه الدكتور  يحيي السعيد،طبيب اسنان بالاسكندرية، أن الأسعار في السوق السوداء ثلاث اضعاف تقريبا إن وجدت.

كما يري،السعيد ، أن دائما نعاني من  خلل في توريد و توزيع الكميات المتوفره سواء من المحلي أو المستورد في المحافظات.

ما وراء الأزمة: خلل في التوزيع وسياسات التسعير

ومن جانبه أكد الدكتور إيهاب هيكل  نقيب أطباء الأسنان ل"نيوز رووم" ،إن أزمة البنج الحالية تكشف عن تحديات أوسع تواجه القطاع، من أبرزها سياسة التسعير التي لا تتواكب مع تقلبات السوق العالمية، إضافة إلى ضعف آليات التوزيع العادل داخل المحافظات.
ويشير نقيب الاسنان ، إلى أن التحرك عادة يحدث بعد وقوع أزمة النقص، حيث إن الشركة  الموردة للبنج الاسباني أخطرت منذ شهرين عن نفاد شحنتها الأخيرة، وعدم قدرتها على توريد شحنة جديدة بسبب ارتفاع أسعار مواد الخام عالميا، ومع ذلك لم يتم تعديل التسعيرة حتى الآن، ولم تتخذ أي احتياطات مسبقة لتفادي الأزمة.

ما وراء الأزمة

ويرى  خبراء في سوق الدواء  أن تكرار الأزمة بهذا الشكل يشير إلى خلل في إدارة سلسلة الإمداد.

لكن الأزمة الحالية تختلف جزئيا عن سابقتها، وفق محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء ، موضحا أن الدولار استقر حاليا ولم يعد هناك أي تأثير مباشر لتقلباته على أسعار المستورد بالمقارنة بالأزمة السابقة .

واوضح فؤاد ،ل"نيوز رووم"أن  أزمة 2022 كانت  مرتبطة بتقلبات العملة وأسعار الاستيراد، بينما الأزمة الحالية  تلعب فيها آليات داخلية تتحكم فيها سياسه الضغط على التسعير والتي لها دورا أكبر من أي عامل اقتصادي عالمي. ومع ذلك، كلا الأزمتين تتسببان في زيادة اللجوء للسوق السوداء، ما يضاعف الأعباء على الأطباء والمرضى على حد سواء.

وأكد فؤاد  ،أن احتكار شركة البنج المستورد ، وأتاح المجال لتجار السوق السوداء تتحكم في الأسعار

كما راي ،فؤاد، أن ما يفاقم من أزمة النقص أن  السوق السوداء  بمجرد أن تعرف بوجود نقص، تبدأ عمليات التخزين ، ثم تبيع عبوات البنج بأسعار مضاعفة .


فيما ارجع الدكتور اسلام عنان ،استاذ اقتصاديات الصحة، تكرار أزمة نقص البنج إلى غياب البيانات عن حجم الإنتاج والتوزيع مما يخلق فراغا في السوق ومن الطبيعي 
يستغله تجار السوق السوداء.

تم نسخ الرابط