محلل سياسي سوداني: الهدنة تمنح “الدعم السريع” فرصة لإعادة تموضعه والجيش يرفضها
قال السماني عوض، المحلل السياسي السوداني، إن إقرار هدنة في السودان قد يصب في مصلحة قوات الدعم السريع، إذ يمنحها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وزيادة تسليحها، في وقت يتطلع فيه الشعب السوداني إلى وقف الحرب دون القبول ببقاء الدعم السريع كقوة مؤثرة على الساحة السياسية.
قبول الهدنة من جانب الدعم السريع يواجه رفضًا واسعًا
وأكد عوض، خلال مداخلة في برنامج “حديث القاهرة” الذي تقدمه الإعلامية هند الضاوي على قناة القاهرة والناس، إن قبول الهدنة من جانب الدعم السريع يواجه رفضًا واسعًا من الجيش السوداني ومن الشارع السوداني على حد سواء، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تعتبر تلك المليشيات غير ملتزمة بالاتفاقات السابقة، وبالتالي لا ترى جدوى من أي هدنة جديدة.
وأوضح المحلل السياسي أن الهدنة المعلنة، رغم موافقة قوات الدعم السريع عليها، يُتوقع أن تقابل برفض من الجيش، لأنها تمثل من وجهة نظره فرصة لتوسيع نفوذ المليشيا وإعادة تموضعها في مناطق جديدة، بما يعزز قدراتها العسكرية ويمكنها من السيطرة على مساحات أوسع داخل البلاد.
هذا النهج يمس سيادة الدولة ووحدة مؤسساتها
وأشار عوض إلى أن الحكومة السودانية تتحفظ على أي مساعي تهدف إلى وضع الجيش الوطني وقوات الدعم السريع في كفة واحدة، معتبرًا أن مثل هذا النهج يمس سيادة الدولة ووحدة مؤسساتها العسكرية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التمييز بين القوات النظامية والمليشيات الخارجة عن القانون عند بحث أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السودانية.
وفي وقت سابق، حذر الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، من خطورة المشهد في السودان، مؤكدًا أن الدولة أصبحت تضم جيشين متناحرين، ما يجعل الأوضاع الأمنية والسياسية شديدة التعقيد.
قوات الدعم السريع تمتلك تدريبًا عالي المستوى
وأوضح خلال لقائه ببرنامج الحياة اليوم مع الإعلامي محمد مصطفى شردي على قناة الحياة، أن قوات الدعم السريع، رغم كونها مليشيات، تمتلك تدريبًا عالي المستوى حصلت عليه على أيدي عناصر من مجموعة "فاجنر" الروسية، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الحفاظ على مصالحها داخل البلاد، مما يزيد المشهد تشابكًا وصعوبة.
و أوضح عاشور أن استمرار المواجهات بين فصيلين مسلحين يمتلكان قوة عسكرية كبيرة يجعل السودان بيئة مهيأة للتفكك والانقسام، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع لا تُبدي أي اهتمام بالمدنيين، وتركز فقط على بسط نفوذها على المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والثروات المعدنية.


