الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان كارثي والانتهاكات في دارفور تتصاعد
حذر سيف ماجانجو، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، واصفًا المشهد بأنه كارثي إلى أبعد الحدود، خصوصًا في إقليم دارفور ومدينة الفاشر وولايات كردفان، حيث تشهد المناطق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم محتملة ضد الإنسانية ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين.
المدنيون في السودان باتوا عالقين بين المطرقة والسندان
وقال ماجانجو، في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، إن المدنيين في السودان باتوا عالقين بين المطرقة والسندان، مضيفًا أن البلاد تشهد عمليات قتل ممنهجة، وتجويع متعمد، واعتداءات جنسية، وحصارًا خانقًا ترك آلاف المواطنين دون طعام أو مأوى.
وأوضح المتحدث الأممي أن منظمات الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المنكوبة، مشيرًا إلى أن هذه العقبات ليست جديدة، بل مستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات نتيجة المنع المتعمد من قبل أطراف النزاع لوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
ودعا ماجانجو إلى تسهيل دخول المساعدات دون قيود، مشددًا على أن المفوضية وشركاءها في الأمم المتحدة والقطاع الإنساني يبذلون جهودًا كبيرة لتقديم الدعم، لكن العراقيل الميدانية وانعدام الأمن يعيقان تنفيذ تلك الجهود.
النازحون يريدون العودة إلى ديارهم
وفيما يتعلق بأولويات المرحلة الراهنة، أوضح المتحدث باسم المفوضية أن المطلب الأساسي للسكان هو الأمان، مؤكدًا أن النازحين يريدون العودة إلى ديارهم، لكن ذلك لن يتحقق إلا في ظل وقف دائم لإطلاق النار وضمانات أمنية حقيقية.
وأضاف: "نحتاج إلى تحرك فوري من الأطراف المتنازعة لوقف القتال، وإلى ضغط دولي جاد من الدول ذات النفوذ لإجبارها على السماح بتدفق المساعدات الإنسانية"، مشيرًا إلى أن الحل الجذري يكمن في العودة إلى حكم مدني يقوده الشعب السوداني، وهو الهدف الذي سعى إليه السودانيون منذ الإطاحة بنظام عمر البشير.
وحذر ماجانجو من استمرار تدفق الأسلحة إلى أطراف النزاع، مطالبًا المجتمع الدولي بـ وقف تزويد المتحاربين بالسلاح فورًا، لأن غياب الإرادة السياسية يفاقم الأزمة ويمنع التوصل إلى حل دائم.
وفيما يتعلق بملف المساءلة عن الجرائم المرتكبة في السودان، أكد ماجانجو أن المحاسبة أمر غير قابل للتفاوض، مشددًا على ضرورة ضمان تحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات.
وقال: "المحكمة الجنائية الدولية تتابع الوضع في دارفور وتحقق في عدد من القضايا، وقد صدرت بالفعل إدانات في بعض الملفات، وهو ما يوجه رسالة واضحة إلى مرتكبي الجرائم بأنهم لن يفلتوا من العدالة مهما طال الزمن".



