00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

فلوسي ودهبي اختفوا من البيت.. هل يسرق الجن أموال الإنس؟

الجن والإنس
الجن والإنس

هل يسرق الجن أموال الإنس؟، سؤال شائع خاصة لمن يعانون فقدان الأشياء الخاصة بهم وعودتها بشكل غير منطقي، لذا هل يمكن أن يكون سبب اختفاء الأموال أو الذهب من البيوت هو تسلّط الجن؟ 

هل الجن يسرق؟ 

تقول الدكتورة روحية مصطفى الأستاذ بجامعة الأزهر، في جواب سائل يقول: هل يمكن أن يكون سبب اختفاء الأموال أو الذهب من البيوت هو تسلّط الجن، وهل يستطيع الجن سرقة أموال الإنس أو نقلها من مكانها؟، إن هناك عدة أمور مرتبطة بالمسألة وهي: 

أولا : من المعلوم شرعًا أن جريمة السرقة من جرائم الحدود التي تقتضي إقامة الحد على السارق متى توافرت شروطها وانتفت موانعها، ومن أهم تلك الشروط: أن يكون المال المسروق يبلغ النصاب، وأن يكون مأخوذًا من حرزٍ معتبر، وأن يكون السارق مكلّفًا أي بالغًا عاقلًا مختارًا، وألّا تكون له شبهة في المال المسروق؛ كأن يسرق الوالد من مال ولده أو الشريك من المال المشترك.

فإذا توافرت هذه الشروط استحق السارق إقامة الحد، أمّا إذا اختلّ شرط منها، كأن يكون المال دون النصاب أو غير محرز، فالعقوبة حينئذٍ تكون تعزيرية يقدّرها القاضي بما يراه محققًا للمصلحة.

فرضية لا أصل لها في الشرع

وأمّا القول بأن الجن قد يسرقون أموال الإنس أو يُحدثون اختفاءً فيها، فلا أصل له في الشريعة، ولم يُعرف في تاريخنا الإسلامي وقوع سرقة تُنسب إلى الجن، لأن الله تعالى لم يجعل لهم سلطانًا على أموال بني آدم ولا على أبدانهم إلا بما يأذن به سبحانه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [النحل: 99].

وشددت: لو فُتح هذا الباب لادّعى كل سارق أن له معاونًا من الجن فرارًا من العقوبة، كما أجاب الإمام مالك رحمه الله حين سُئل: هل يتزوج الجني من الإنس؟ فقال: لا، فقيل له: ولِمَ؟ فقال: حتى لا تدّعي كل زانية أنها متزوجة من جني ، فأغلق بذلك باب الذريعة إلى الفساد، لا سيما بين النساء، حمايةً للأعراض، وصيانةً للأحكام من العبث والدعاوى الباطلة.

قصة أبو هريرة والشيطان

ثانيا : وأمّا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصته مع الشيطان أنه كان يحرس تمر الصدقة، فكان يأتيه أحدُهم يأخذ من التمر، فيقبض عليه أبو هريرة أكثر من مرة، فيعتذر بالحاجة وكثرة العيال، فيرحمه ويطلقه.وفي المرة الأخيرة قال له: "أعلّمك كلماتٍ إذا قلتها لا يقربك شيطان"، فذكر له قراءة آية الكرسي ، فلما أخبر النبي ﷺ بذلك قال له: «صدقك وهو كذوب، أتدري من تخاطب منذ ثلاث؟» قال: لا. قال: «ذاك شيطان».البخاري ،  فله مقصد تربوي لا يُفهم منه تمكين الجن من سرقة الأموال حقيقة، وإنما أراد النبي ﷺ أن يُعلّم الأمة أن الشيطان قد يُلبّس على الإنسان فيزين له القول أو الفعل ليصرفه عن عبادة الله.

وما فعله الشيطان مع أبي هريرة مثالٌ على هذا التلبيس؛ إذ يُظهر الصدق في موضوع النصيحة، ويكذب في مقصده، فقد صدق في قوله لأبي هريرة بفضل آية الكرسي، لكنه كذب في غايته، إذ أراد استمالته وصرفه عن الحذر منه ، وكذلك يفعل بالمصلّي؛ فقد يوسوس له بفكرةٍ في ظاهرها خير — كبرّ الوالدين أو السؤال عن الأولاد — ليُخرجه من صلاته أو يُذهب خشوعه. فهو يصدق في ظاهر النصح، ويكذب في نيّته، لأن غايته ليست التذكير بالخير، بل الإلهاء والإبعاد عن العبادة. فالمقصد واحد: صرف القلب عن الإقبال على الله، وإن كان المظهر في صورة نُصحٍ أو خير.

واختتمت: إذن نخلص من هذا أن الجن لا يسرقون أموال الإنس ولا يتسلّطون عليها، فسلطانهم لا يتعدّى الوسوسة والإغواء، ولا قدرة لهم على التصرّف في أموال البشر أو ممتلكاتهم. وما يقع من ضياعٍ أو فقدٍ في الواقع فله أسبابه المادية المعهودة، والشرع لا يثبت الغيب إلا بدليلٍ صحيح.

ومن الحكمة أن لا يُتَّخذ الجن شماعةً لتبرير الأخطاء أو الفوضى، بل يُردّ الأمر إلى أسبابه الواقعية، ويُستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمادية لحفظ المال. ولا ننسى هذا الدعاء المبارك اللهم يامجمع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع علي ضالتي. 

تم نسخ الرابط