«ولو كنت فظا غليظ القلب».. كيف يتغلب الإنسان على قسوة قلبه؟ علي جمعة يوضح
لين القلب من الأمور التي امتدحها القرآن الكريم في وصفه أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن ماذا يفعل من كان في قلبه قسوة؟
ما هي قسوة القلب؟
يبدأ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في وصفه علاج يزيل به المسلم قسوة قلبه، بتعريف القسوة والتي تعني خلوَّ القلب من أيِّ رِقَّةٍ ولِينٍ، وامتلاءَه بالفظاظة والغلظة، مضيفًا: لقد بيَّن ربُّنا سبحانه وتعالى أن النبي ﷺ قد تحلَّى بالرحمة وتخلَّى عن قسوة القلب، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، كما قال سبحانه: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.
علامات قسوة القلب
وأضاف علي جمعة: قسوة القلب قد تكون مع الله سبحانه وتعالى؛ فيبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه. وتكون القسوة كذلك مع خَلْق الله؛ فَقاسي القلب يرى المحتاج المتألِّم ولا يلين قلبُه، ولا يتعاطف معه، ولا يمدُّ له يدَ المساعدة.
وقاسي القلب يُعذِّب الناس، بل يُعذِّب مخلوقاتِ الله سبحانه وتعالى، ولذا كان إهمالُ الحيوان الذي يحتاج إلى الرعاية والطعام من القسوة المذمومة، وكان تعذيب الحيوان من أسباب دخول النار، كما بيَّن النبي ﷺ ذلك فقال: «دخلت امرأة النارَ في هِرَّةٍ ربطتْها، فلا هي أطعمتْها، ولا تركتْها تأكل من خَشَاشِ الأرض حتى ماتت هَزْلًا» (رواه البخاري ومسلم).
قُسَاةُ القلب {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}، نسوا الله فخرجوا من دائرة محلِّ نظره وهو عليمٌ بهم؛ إنما خرجوا عن نظر الله الرحمنِ الرحيمِ، لا عن علمه، ولا عن قدرته، ولا عن إرادته، ولا عن حكمته، بل ولا عن هدايته.
قال تعالى: {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}، وقال: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}.
القسوةُ شِدَّةٌ وصلابةٌ ليس فيها ليونة، والليونةُ علامةُ الحياة، أمَّا القسوةُ فمما تصاحبُه البرودةُ؛ فالقلبُ القاسي قلبٌ بارد، والقلبُ الحي قلبٌ فيه حرارة.
سِرُّ الحياةِ حرارةٌ .. لولاها ما طيرٌ تغنّى
كلا، ولا قلبٌ تحنّى ..* لا، ولا غُصنٌ تثنّى
ومن لوازم القسوة الظُّلْمة، ومن لوازمها السكونُ والبلادةُ؛ لا يوجد بها حركة.
إذن فـ "قسوة القلب ضدُّ الحياة".
كيف تزول قسوة القلب؟
وشدد علي جمعة: تزول قسوةُ القلب بديمومة الذكر؛ فيلين القلبُ بذكر الله تعالى.




