الجيش السوداني والدعم السريع يوافقان مبدئيًا على هدنة لوقف الحرب
قال المستشار الأمريكي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس، يوم الاثنين، إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقا مبدئيًا على وقف الحرب بينهما، مشيرًا أن الجهود مستمرة للتوصل إلى هدنة إنسانية في السودان.
وقال بولس، في بيان نشرته صحيفة "سودان تريبيون" يوم الاثنين: "اتفق الطرفان مبدئيًا، ولم نسجل أي اعتراض مبدئي من أيٍّ من الجانبين. ونركز الآن على التفاصيل الدقيقة".

هدنة مبدئية في السودان بين الجيش والدعم السريع
وقال المستشار الأمريكي إن المبادرة الحالية التي تهدف إلى الوصول إلى تفاهم مشترك لوقف إطلاق نار شامل ومرحلة ما بعد الهدنة في السودان، جاءت ضمن الإطار الذي اتفق عليه الرباعي الدولي في واشنطن في سبتمبر الماضي.
دعت الرباعية الدولية التي مصر والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات في 12 سبتمبر الماضي، إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان لتمكين توصيل المساعدات الطارئة إلى جميع المناطق كخطوة نحو وقف إطلاق النار الدائم.
واقترحت اللجنة التي تقودها الولايات المتحدة أيضًا إطلاق عملية انتقالية مدتها تسعة أشهر في أعقاب الهدنة الإنسانية الأولية لإنشاء حكومة مستقلة بقيادة مدنية في السودان، وأشار بولس إلى أنه لا توجد مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة جارية حاليا بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ولكن هناك اتصال منفصل تقوده الولايات المتحدة يدير العملية.
ووصف بولس الوضع الإنساني في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بأنه "عاجل ومؤلم للغاية"، مؤكدا إدانات واشنطن للفظائع التي تستهدف المدنيين في المدينة، وأضاف "إن اهتمامنا الأساسي الآن هو معالجة الوضع الإنساني بشكل عاجل ثم تحقيق السلام الدائم في السودان والحفاظ على وحدته".

إسحاق: ما حدث في الفاشر هو عملية تطهير عرقي ممنهجة
قالت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية في السودان، سلمى إسحاق، يوم السبت، أن قوات الدعم السريع قتلت 300 امرأة خلال أول يومين من دخولها مدينة الفاشر، وفقًا لوكالة الأناضول.
وأضافت الوزير السودانية إن "قوات الدعم السريع قتلت 300 امرأة خلال اليومين الأولين من دخولها الفاشر"، مضيفا أن النساء "تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف وتعذيب"، مشيرة إلى أن "أي شخص يغادر الفاشر باتجاه طويلة شمال دارفور معرض للخطر، حيث أصبح طريق الفاشر طويلة طريق الموت".
وأردفت: "لا تزال هناك عائلات في الفاشر تتعرض للسحب والتعذيب والإذلال والعنف الجنسي"، مؤكدة أن "ما حدث في الفاشر هو عملية تطهير عرقي ممنهجة، وهي جريمة كبرى الجميع متواطئ فيها بصمته".

جرائم الدعم السريع في الفاشر
كشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية في مدينة الفاشر ومحيطها، غرب السودان، عن استمرار وقوع عمليات قتل جماعي، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة قبل عدة أيام.
أوضح باحثون من جامعة ييل الأمريكية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الصور أظهرت استمرار عمليات القتل الجماعي في المدينة.

يسيطر قوات الدعم السريع منذ يوم الأحد الماضين على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يشكل نحو ثلث مساحة السودان، بعد حصار دام 18 شهرًا.
منذ سقوط المدينة، تتوالى التقارير عن إعدامات ميدانية، وعنف جنسي، وهجمات على العاملين في الإغاثة، ونهب وخطف، وسط انقطاع شبه كامل للاتصالات داخل المدينة والمناطق المجاورة.
دلائل على استمرار المجازر
أفاد مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في تقرير الجمعة، أن الصور الجديدة تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من سكان الفاشر قد قتل أو أسر أو يختبئ، وسجلت 31 موقعًا على الأقل تحتوي على أجسام يعتقد أنها جثث، مصورة بين يومي الإثنين والجمعة، في أحياء سكنية، وحرم جامعي، ومواقع عسكرية.
وأكد التقرير أن دلائل استمرار القتل الجماعي واضحة جدًا.
ونقلت وكالة فرانس برس، شهادات ناجين فروا إلى مدينة طويلة المجاورة، وصفوا مشاهد مجازر، وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، بالإضافة إلى اعتداءات ونهب على المدنيين الفارين.
وحذرت جهات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في إقليم دارفور، في ظل تواصل العنف وانعدام الأمن الغذائي والخدمات الأساسية للسكان.



