عاجل

تحدت الإعاقة بالإرادة.. "شيرين" سيدة من ذوي الهمم صنعت من ابنها المصاب بمتلازمة داون بطلا وتحلم بلقاء الرئيس السيسي

شيرين وابنها نور
شيرين وابنها نور من ذوي الهمم ببورسعيد

"أنا فخورة بإعاقتي الحركية وفخورة بأن إبني من متلازمة داون".. بتلك الكلمات بدأت "شيرين العوادلي"، حديثها بنبرة صوت يملؤها الفخر والعزة، والرضا وقوة الإرادة والعزيمة، التي استطاعت بهما أن تتقبل ما منحها الله إياه من إعاقة حركية لها، وذهنية لابنها "نور الدين" ، الذي أنار لها دروباً لم تكن تعلمها، وخطوات مشرقة لمستقبلها ومستقبل نجلها، لولاه ما كانت قدماها تخطوها .

لم تكن إعاقتها الجسدية يوما سببا في حزنها أو عجز إرادتها بل استطاعت تلك المرأة الأربعينية، أن تحقق ما لم يحققه الكثير من ذوي الأجساد القوية البنيان، فعندما يولد الإنسان غير قادر على الحلم والعمل وتحقيق الذات، والإصرار والإرادة، فتكون هذه إعاقته وعجزه، وليس إعاقة الجسد.

التقى موقع "نيوز روم" بشيرين العوادلي ، والدة البطل الرياضي الطفل نور الدين محسن القهوجي ذو الـ 11 عاماً ، أحد الأطفال ذوي الهمم، والمصاب بمتلازمة داون، ابن محافظة بورسعيد، والحاصل علي بطولة الجمهورية في ألعاب القوى، والجرى لمسافة 100 مترا، وأحرز 4 ميداليات ذهبيتين وبرونزية وفضية.

رئيس حي الزهور يكرم نور
رئيس حي الزهور يكرم نور

قالت والدة نور الدين: "أشعر بالفخر لأنني وهبني الله ابني نور ، الذي اكتشفت أنه من متلازمة داون منذ الأسبوع الأول من ولادته ، ووقتها وارجو أن يغفر لي الله شعورى حينها، أصبت بصدمة ولم أكن أعرف ماذا افعل؟ وكيف سأتعامل معه وأربيه ، وبعد أن تماسكت أعصابي ، رضيت بقضاء ربي، وقررت تربيته كما ربيت إخوته، فادي ثلاثة أبناء غير نور الدين ، ولدين وبنت تدرس في الكلية، وجميعهم اصحاء الحمد لله ".

واضافت والدة نور: "ربنا رزقني بنور ليكمل مشواري لأنني لم احصل على أي شهادة أو تعليم في الصغر ، وعندما رزقت به، قررت أن اتعلم ، فحصلت علي شهادة محو الأمية ، ثم أكملت تعليمي الاعدادي و اتممت المرحلة الثانوية ، وكنت اتمنى تكملة تعليمي الجامعي، ولكنني خفت أن أقصر في رسالتي مع نور واؤثر على مشواره التعليمي والرياضي، نظرا أيضا لظروفي المادية، فوجدت طموحي  يكمله نور، وان شاء الله لن امل من الوقوف بجواره حتى يصبح بكل العالم في العاب القوى، ويحقق حلم حياتي".

وتابعت "شيرين العوادلي":" لم يوقفني عدم حصولي على شهادة تعليمية أو تعليم عالي في المشاركة في الحياة العامة ، فقد تطوعت بمديرية الشباب والرياضة بمكتب قادرون بإختلاف ، ومسئول ذوي القدرات الخاصة ، لمجموعة السلام الكشفية ، بمركز شباب السلام".

وأشارت إلى أنها كانت تتمنى المشاركة في احتفالية قادرون باختلاف التي تقام كل عام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وتقدمت بالفعل للمشاركة في النسخة السادسة التي تقام هذا العام ، وابنها نور أحد المشاركين ضمن مجموعة ذوي الهمم بمركز شباب السلام ، ومنهم من سيشاركوا في العرض أمام الرئيس.

واوضحت أنه عند انطلاق النسخة الأولى من احتفالية قادرون بإختلاف كان نور في عمر الـ 6 أشهر، وكانت تنظر المشاركون بها بفخر، وتمنت أن يكون ابنها ضمن المشاركون، وهذا العام سيتحقق الحلم .

وجهت "أم نور الدين" رسالة إلى كل أم لديها ابن من ذوي الهمم سواء حركي أو ذهني أو توحد أو من متلازمة داون ، أن تستعين بالله وتكون فخورة بإبنها ، وتصبر ويكون لديها العزيمة والإصرار والإرادة ، حتى تستطيع تربيته، ولا تستمع الى أي كلمات سلبية، أو أن يخطأ اي شخص في ابنها، حتى لو كانت عائلتها، فنحن نرى من ابنائنا ذوي الهمم في الملعب ما يجعلنا فخورين بهم أشياء الأسوياء لا يستطيعون فعلها.

وعن شعورها بحصول نور الدين على المركز الأول أو الثاني، وإحرازه الميداليات الذهبية والبرونزية والفضية، أكدت أنها تشعر بالفخر والاعتزاز بنفسها وابنها، على صمودها وإصرارها معه ليصل لهذا النجاح.

وبعد أن قبلت ابنها من جبينه أكملت حديثها قائلة: "أشكر ابني نور على كل ما قدمه لي، فلم أكن أحلم أن أصل يوماً لكل هذا النجاح، لولا وجوده فهو من وقف بجواري، وليس أنا هو سندي وليس أنا من أسانده في مشواره الرياضي".

واختتمت حديثها قائلة: "أتمنى أن أرى ابني يوماً ما بطل العالم في ألعاب القوى، ولآخر أنفاسي سوف أدعمه وأقف ورائه حتى يصل إلى أقصى نجاح يمكن أن يحققه، وأوجه الشكر لكل من دعمني ووقف بجواري في رحلتي مع نور، وحتى كل من هاجمني ووجه لي كلمات سلبية فلم أنسى يوما كلمة قيلت لي، لأن جميعها سواء الإيجابي أو السلبي كان سبب في إصراري وتقوية عزيمتي".

 

 

تم نسخ الرابط