عاجل

في حوار خاص مع «نيوز رووم»

«القليني»: كرامة المرأة "مهانة" في الدراما.. ومصر تحتاج لوزير إعلام قوي |خاص

الدكتورة سوزان القليني
الدكتورة سوزان القليني

د. سوزان القليني: 
الحمد لله إن محمد سامي اعتزل.. ودراما هذا العام لا تعبر عن صورة وقيم المصريين
الإعلام لا يقوم بوظيفته.. وكل ما نراه على الشاشات "مجموعة من الفضائح"

أجرت الحوار / أمنية رشاد

اعتبرت د. سوزان القليني، رئيس لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، أن كرامة المرأة أصبحت "مهانة" في دراما رمضان هذا العام، مشيرة إلى أن الصورة السلبية للمرأة أصبحت متصدرة للمشهد في الأعمال الدرامية.

وفي حوارها مع "نيوز رووم"، طالبت بعودة منصب وزير الإعلام، قائلة: "دولة كبيرة بحجم مصر تحتاج إلى وزير إعلام قوي يضع السياسات الإعلامية". كما علقت على اعتزال المخرج محمد سامي، قائلة: "الحمد لله إنه اعتزل".

وعبرت د. سوزان عن استيائها من نوعية الإعلام المقدم عبر الشاشات، مؤكدة أنه لا يقوم بوظيفته في تقديم رسائل هادفة أو تثقيفية، بل أصبح مجرد "مجموعة من الفضائح" تظهر على الشاشات. وإلى نص الحوار:

تقرير المؤشرات في لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة كشف عن الصورة السلبية للمرأة في الأعمال الدرامية هذ العام، ما تفسيرك لهذه المؤشرات؟

هذه المؤشرات مبدئية، والتقرير النهائي سيصدر في نهاية شهر رمضان. حيث إن المرصد الإعلامي بالمجلس القومي للمرأة، الذي تم إنشاؤه منذ 9 سنوات، يعمل من خلال مرجعية علمية في تحليل صورة المرأة في الدراما، وليس بناءً على انطباعات شخصية. وهذه المرجعية العلمية في التحليل تتمثل في الكود الإعلامي الذي وضعته لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة عام 2018، وأقره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. وقد تم تنظيم العديد من ورش العمل لتوعية الإعلاميين بكيفية مراعاة بنود الكود عند تناول قضايا المرأة أو تصوير صورتها في الإعلام.

وأضافت د. سوزان القليني، رئيس لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، أن التحليل الذي يجريه المرصد الإعلامي للمجلس يخضع لمنهجية علمية دقيقة، حيث يتم استخدام استمارة تحليل محكمة يراجعها نخبة من أساتذة وخبراء الإعلام لضمان حيادية تقرير المؤشرات والأرقام والنسب النهائية. ويشمل ذلك تقريرًا إحصائيًا يقارن الأرقام الحالية مع السنوات السابقة لضمان دقة النتائج.

لماذا حدث تراجع في صورة المرأة الإيجابية في الدراما هذا العام؟

أوضحت د. سوزان أن عمل المرصد الإعلامي بدأ في عام 2016، حيث كانت الصورة السلبية للمرأة في الدراما ووسائل الإعلام كبيرة جدًا. ومع الاهتمام بالكود الإعلامي، تحسنت الصورة تدريجيًا، ووصلنا إلى مستويات أفضل في عامي 2023 و2024. لكن هذا العام، وفقًا لما لاحظناه، ظهر شكل من أشكال الردة في صورة المرأة، حيث تجلت انحرافات أخلاقية مثل البلطجة، الكلمات البذيئة، والملابس غير اللائقة التي لا تتناسب مع طبيعة شهر رمضان الكريم.

وأكدت د. سوزان أن كرامة المرأة المصرية هذا العام كانت مهانة بشكل كبير جدًا على الشاشة، مشيرة إلى أن ذلك لا يعني غياب الصور الإيجابية، فقد تم ذكر وجود بعض الصور الإيجابية في تقرير المؤشرات لعدد من الشخصيات. إلا أن السلبيات طغت بشكل كبير على الإيجابيات، مما أثار جدلاً واسعًا على منصات السوشيال ميديا حول صورة المرأة هذا العام.

كيف ترين دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى "مراجعة الذات" فيما يتعلق بالمحتوى الإعلامي والدرامي في مصر؟

أوجه تحية للرئيس السيسي على اهتمامه بهذا الموضوع المهم، حيث إن الدراما تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل منظومة القيم داخل المجتمعات. الدراما تعتبر من أكثر الأشكال الإعلامية تأثيرًا في المجتمع، وأنا أتفق تمامًا مع دعوته لإعادة النظر في المحتوى الدرامي والإعلامي للحفاظ على الذوق العام. بصراحة شديدة، ما تم تقديمه هذا العام لا يعبر عن صورة مصر الحقيقية ولا عن قيمنا المجتمعية أو ثقافتنا. على سبيل المثال، إذا تم تقديم المرأة المصرية بشكل مشوه عبر شاشات التلفزيون، فهذا يعطي انطباعًا سيئًا جدًا عن السيدة المصرية.

من المهم أن نلاحظ أن القيادة بمفردها لا تستطيع بناء منظومة القيم، بل يجب أن يتم ذلك من خلال التعاون بين الأسرة، التي تمثل اللبنة الأولى في بناء هذه المنظومة، وكذلك المدارس والجامعات والمؤسسات الدينية. لا ننسى دور وسائل الإعلام، التي تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل صورة ذهنية ونمطية في المجتمع. إذا تم تقديم صورة سلبية عن المجتمع المصري، مثل التصوير المستمر لوجود انحرافات أخلاقية، فإن هذه الصورة قد تصبح راسخة في ذهن العالم، وهو أمر خطر للغاية. لذلك، من الضروري أن تتكاتف هذه المؤسسات معًا لتقديم صورة حقيقية عن مصر والمجتمع المصري.

من أين تبدأ اللجان المشاركة في تطوير المحتوى الدرامي والإعلامي؟

تطوير المحتوى الإعلامي يجب أن يبدأ بوضع كود تنظيمي يتضمن الضوابط الرئيسية التي يجب الانتباه إليها عند صناعة أي محتوى. لكن الأمر لا يتوقف عند وجود كود إعلامي وضوابط فقط، بل لابد من وجود متابعة ورصد من الجهات المعنية، مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام. يجب أن تكون هناك جهات متخصصة في الرصد والمتابعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء استطلاعات رأي عام بشكل مستمر للتعرف على ردود فعل الجمهور وانطباعاتهم. من الضروري أيضًا أن تكون هناك إجراءات تصحيحية فورية، لأننا لا يجب أن ننتظر حتى تنهار المنظومة لنبدأ في إصلاحها. كما يجب تفعيل إجراءات الثواب والعقاب، لأن "من آمن العقاب أساء الأدب".

هل تعتقدين أن إيقاف برنامج "العرافة" وفرض غرامات على قناتي "النهار" و"هي" يعد تطبيقًا لمبدأ الثواب والعقاب؟

أوجه تحية كبيرة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على قراراته الأخيرة. الإعلام الآن لا يؤدي دوره في تقديم رسائل هادفة أو تثقيفية، بل أصبح يعرض فضائح ويكرس لأخطاء كثيرة. ما نراه على الشاشات لا يعكس القيم المجتمعية، ويشوه صورة المجتمع. لذلك، أرى أن هذه الإجراءات التصحيحية كانت ضرورية وكان يجب أن تبدأ منذ فترة. يجب أن يكون هناك تدخل صارم من أجل الحفاظ على القيم المصرية.

ماذا عن اللجان التي تم تشكيلها لإعادة النظر في المحتوى الدرامي والإعلامي؟

بينما يمكن أن يتسم تشكيل اللجان بالبطء، أعتقد أن هناك ضرورة لوضع سياسة إعلامية للدولة. يجب أن يكون لدى الدولة سياسة إعلامية واضحة، وأعتقد أن من الضروري أيضًا أن يتم استعادة منصب وزير الإعلام. مصر، بحجمها الكبير، تحتاج إلى وزير إعلام قوي يضع السياسات الإعلامية التي تعكس مصالح البلاد.

تعليقك على اعتزال محمد سامي للإخراج الدرامي بعد الهجوم على محتوى دراما رمضان هذا العام؟

من خلال متابعة أعمال محمد سامي، يمكن القول إنه قدم نفس النمط دون تغيير. وبالنسبة لي، من الجيد أنه اعتزل، على الرغم من أنني أرى أن هذا مجرد "فرقعة إعلامية". إعلانه عن إنتاج فيلم خارج مصر يشير إلى أنه ليس قرارًا حقيقيًا، وفي النهاية، يجب أن نكون أكثر حرصًا في اختيار الكوادر التي تعمل في صناعة الأعمال الدرامية، من الإخراج وكتابة السيناريو. هذه هي القوة الناعمة التي كانت تميز مصر في الماضي.

كيف يتعامل المجلس مع الشكاوى المقدمة من المرأة؟

المجلس يتعامل مع الشكاوى من خلال مكتب خاص يتلقى الشكاوى من مختلف المحافظات، وإذا كانت الشكوى تتطلب مساعدة قانونية، يتخذ المجلس الإجراءات المناسبة فورًا، مثل توكيل محامي لمتابعة القضية.

ما هي أهم الأعمال الدرامية لهذا العام التي أثرت في القضايا العامة؟

في رأيي، مسلسل "حسبة عمري" في النصف الثاني من رمضان كان من المسلسلات الممتازة، حيث يناقش قضية حق الكد والسعاية. هذه القضية تعتبر من المواضيع المسكوت عنها في المجتمع، والمسلسل تعامل معها بشكل متوازن، مما جعله ذا تأثير إيجابي.

تم نسخ الرابط