«كذبة إبريل».. الإفتاء تحذر من مقولة شائعة وتوضح الحكم الشرعي للكذب
كذبة إبريل هي عادة يتبعها بعض الناس في الأول من إبريل، حيث يقومون بنشر أكاذيب أو أخبار كاذبة على سبيل المزاح أو التسلية. ورغم أن هذه الكذبة قد تبدو بسيطة أو غير ضارة للبعض، إلا أن الإسلام يحرم الكذب بشكل عام، سواء كان في المزاح أو في الجدية. الكذب من الكبائر في الشريعة الإسلامية، وقد ورد العديد من النصوص التي تحذر من عواقب الكذب.
1. الكذب في الإسلام
الإسلام يعظم الصدق ويشجع على التحلي به في كل الأوقات. ففي القرآن الكريم، قال الله تعالى: “إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ” (النحل: 105)، وهذا يُظهر أن الكذب ليس فقط محرمًا بل هو من صفات المنافقين والكافرين. في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار” (رواه البخاري). ومن ثم فإن الكذب، حتى لو كان في إطار المزاح، يُعتبر محرمًا.
2. أثر الكذب على العلاقات الاجتماعية
من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار هي تأثير الكذب على العلاقات الاجتماعية. حتى لو كانت كذبة إبريل تُعتبر مجرد مزاح، فإنها قد تؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد، وقد تضر بالصدق والأمانة بين الناس. لذلك، لا يجوز للمسلم المشاركة في مثل هذه العادات التي تروج للكذب، حتى ولو كان الهدف منها التسلية.
رأي دار الإفتاء المصرية
وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم “كذبة إبريل”، حيث أكدت أنه لا يجوز للمسلمين المشاركة في كذبة إبريل أو نشر الأكاذيب تحت أي مبرر كان. دار الإفتاء بيّنت أن الكذب في الإسلام محرم سواء كان على سبيل المزاح أو على سبيل الجدية، وأشارت إلى أن المسلمين يجب أن يتحلوا بالصدق في كافة الأوقات. وقد جاء في فتوى دار الإفتاء: “الكذب محرم، سواء كان في المزاح أو الجد، ولا يجوز للمسلم نشر الأكاذيب حتى وإن كانت بنية التسلية في كذبة إبريل”.
ويستدل بذلك أن الإسلام يحث على الصدق ويحرم الكذب، حتى في المزاح. و”كذبة إبريل” تعتبر نوعًا من الكذب الذي يُحرم في الشريعة الإسلامية، لأن الكذب يؤدي إلى الفساد في المجتمع ويقوض الثقة بين الناس.
وبناءً على ذلك، فإن المشاركة في “كذبة إبريل” أو أي نوع من الأكاذيب على سبيل المزاح لا يتوافق مع تعاليم الإسلام. يجب على المسلم أن يلتزم بالصدق في كل أحواله، سواء كان جادًا أو في إطار التسلية.
