عاجل

دعاء النبي نوح للنصر مستجاب.. فدعا ربه أني مغلوب فانتصر

رعاء رب اني مغلوب
رعاء رب اني مغلوب فانتصر

دعاء “رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانصُرْ” هو من الدعوات العظيمة التي وردت في القرآن الكريم على لسان النبي نوح عليه السلام في مواجهة قومه الذين كذبوا به وأصروا على عنادهم. 

ورد هذا الدعاء في سورة القمر، الآية 10، حيث كان نوح عليه السلام في حالة من اليأس الشديد بعد سنوات طويلة من الدعوة التي لم يلقَ فيها إلا الجحود والمكابرة من قومه. دعا نوح ربه في لحظة ضعفه قائلاً: “رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانصُرْ”، وهو دعاء يعكس التوكل الكامل على الله والاعتراف بالعجز أمام قدرة الله تعالى. 

حالة نوح مع قومه

عاش النبي نوح عليه السلام بين قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الشرك، ولكنه واجه مقاومة شديدة من قومه. ورغم محاولاته المستمرة لتوجيههم إلى الصراط المستقيم، إلا أن ردود أفعالهم كانت سلبية للغاية. كذبوا به، وسخروا منه، ورفضوا دعوته. ومضت سنوات طويلة على هذه الحال دون أن يؤمن به إلا القليل من الناس. وكان نوح عليه السلام يواجه هذا الكفر والعناد بصبر كبير، لكن مع مرور الوقت وتزايد الظلم، شعر بحالة من الضعف أمام هذا الاستكبار، فتوجه إلى الله تعالى بدعاء يعبر عن شعوره بالعجز وطلب العون.

الدعاء وأثره في حياة المؤمن

الآية الكريمة تُظهر قوة الدعاء في محطات الضعف البشري. فهي تعلم المسلم أنه لا قوة له إلا بالله، وأنه مهما كانت الصعوبات والعقبات، فإن الله هو القادر على تغيير الأحوال. “فَدَعَا رَبَّهُ” يعكس علاقة المؤمن بربه في أوقات الشدة، حيث يلجأ إليه بصدق ويطلب النصر والتوفيق. و”أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانصُرْ” هو اعتراف من نوح عليه السلام بعجزه عن مواجهة قومه من دون مساعدة الله، فهو لا يطلب النصر إلا من الله الذي يملك كل شيء.

التوكل على الله في أوقات البلاء

في سياق دعاء نوح، نجد درسًا مهمًا في التوكل على الله في أوقات البلاء.

رغم أن النبي نوح كان يمتلك من القوة والإرادة ما يجعله مهيأ للمواجهة، إلا أن التوكل على الله كان أول خطوة نحو التغيير. فهذا الدعاء يعتبر نموذجًا للمؤمنين في كيفية التوجه إلى الله في لحظات الضيق، حيث يكشف لنا أن الله تعالى هو المصدر الوحيد للنجاة، وأن النصر والفرج لا يأتيان إلا من عنده.

الاستجابة الإلهية والنصر

استجابة الله لدعاء نوح كانت عظيمة، فقد أرسل الله تعالى الطوفان الذي أغرق الكافرين وأنقذ المؤمنين. وبذلك، تحقق النصر الذي كان نوح عليه السلام يتوجه إليه في دعائه. يظهر هنا أن الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو وسيلة للتقرب إلى الله، وهو الطريق الذي يمكن أن يغير الأقدار، كما أن استجابة الله لعباده تكون في الوقت المناسب الذي فيه الخير لهم

تم نسخ الرابط