"عبث فكري".. رد صارم من الشيخ مصطفى الهلباوي على تحريم زيارة المتاحف (خاص)
في الوقت الذي تحتفل فيه مصر بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل حدثا حضاريا مهيبا يليق بتاريخها العريق، خرج علينا البعض من مدّعي العلم بفتاوى شاذة تزعم أن زيارة المتحف حرام، بحجة أن المعروض فيه أصنام كانت تُعبد قديمًا!
هل زيارة المتحف حرام؟
في هذا السياق وصف الشيخ مصطفى ؤمن علماء الأزهر الشريف هذا القول بأنه “يدعو إلى الدهشة والريبة في سلامة التفكير”، مؤكدًا أن “من يُحرّم زيارة المتحف يحتاج إلى الكشف عن قواه العقلية، ومنعه من الحديث في الشأن العام”، متسائلًا: “أيُّ أصنامٍ تُعبد في المتاحف المصرية اليوم؟ ومن الذي قال عبر التاريخ الإسلامي إن زيارة المتاحف حرام؟ وكيف لا يفرّق أصحاب هذه الفتاوى بين الآثار التي تُعرض للعظة والعبرة، وبين الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله؟”.
وأضاف الهلباوي في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن عرض الآثار وزيارتها مقصد شرعي نبيل، لأن الغرض منها هو الاعتبار بما قدمته الأمم السابقة، مستدلًا بقوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ»، وقوله أيضًا:«قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقُ».
وأوضح أن هذه الزيارات تسهم في التعلم من المعارف والعلوم التي وصلت إليها الحضارات السابقة، وهو أمر محمود ومأمور به شرعًا.
وتابع الهلباوي قائلًا: “الصحابة الذين فتحوا مصر رأوا هذه الآثار بأعينهم، ومع ذلك لم يتعرضوا لها بأذى، بل تركوها كما هي لتبقى شاهدًا على حضارة عظيمة، وتاريخٍ مجيدٍ مليء بالدروس والعِبر”.
وأكد أن السبب الحقيقي وراء مثل هذه الفتاوى المتشددة هو “رغبة بعض أصحابها في الظهور بمظهر المخالف والمتفرد، والسعي للتميّز عن المجتمع لا أكثر”، مضيفًا أن هؤلاء “يسقطون آياتٍ نزلت في فرعون وجنوده على الواقع الحالي، ويخلطون بين الاعتزاز بالتاريخ وعبادة الأصنام، في محاولة لتشويه الفخر الوطني”.
وختم الشيخ مصطفى الهلباوي تصريحه بالتأكيد على أن “الانتماء للوطن لا يتعارض مع الإيمان بالله، والفخر بالحضارة المصرية لا يعني تعظيمًا لغير الله، بل هو اعتزازٌ بتاريخٍ صنعه الإنسان بعقله وجهده، وواجب المؤسسات الدينية والثقافية الآن هو تفنيد هذه الدعاوى المتشددة، وبثّ روح الانتماء والاعتزاز بالهوية المصرية”.



