المبعوث الأمريكي يهاجم لبنان: دولة فاشلة وجيشه غير قادر
قال المبعوث الأمريكي توم باراك، اليوم السبت، إن لبنان يواجه انهيارًا شاملًا يجعله أقرب إلى نموذج "الدولة الفاشلة"، في ظل ما وصفه بأزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة تعصف بالبلاد وتضعف مؤسساتها.
وأوضح باراك خلال كلمته أمام منتدى حوار المنامة، أن الجيش اللبناني يعاني من عجز حاد في التمويل ونقص في الكوادر البشرية، في وقت تتزايد فيه الفجوة بين إمكاناته ومصادر تمويل حزب الله، الذي قال إنه يحصل على أموال تفوق ميزانية الجيش نفسه، معتبرًا أن هذا الواقع يعكس "اختلالًا جوهريًا في ميزان القوى داخل الدولة اللبنانية".
وأضاف باراك أن جميع القطاعات اللبنانية، بما فيها المصارف، تواجه أزمات هيكلية عميقة تهدد استقرار النظام المالي برمّته، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى إصلاح شامل يعيد الثقة بالاقتصاد والمؤسسات الرسمية.
اتفاق حدودي ممكن
باراك: إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود مع لبنان
وفي ملف الحدود، كشف المبعوث الأمريكي أن إسرائيل تبدي استعدادًا للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود مع لبنان، لكنه شدد على أن غياب الحوار المباشر بين الجانبين أمر غير منطقي، داعيًا إلى مفاوضات جادة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولفت إلى أن آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان ما زالت تشكل تهديدًا فعليًا لإسرائيل، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يبقي احتمالات التصعيد قائمة، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد ترد داخل الأراضي اللبنانية تبعًا لتطور الأوضاع الميدانية.
كما أشار باراك إلى أن القيادة اللبنانية تبدي صمودًا نسبيًا رغم الأزمات، لكنها "بحاجة إلى خطوات أسرع وأكثر جرأة للحد من انتشار سلاح حزب الله، معتبرًا أن استمرار القصف الإسرائيلي على الجنوب "نتاج مباشر لبقاء هذا السلاح خارج سيطرة الدولة".
وفي سياق متصل، تناول باراك تطورات الأوضاع في الإقليم، موضحًا أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لم يكن ليتحقق لولا الدور التركي، لكنه أضاف أن إسرائيل "تتابع بقلق احتمال انخراط قوات تركية في قطاع غزة" خلال المرحلة المقبلة.
باراك: سوريا تظهر أظهرت أداءً إيجابيًا خلال الأشهر الأخيرة
أما بشأن الأزمة السورية، فقال إن القيادة في دمشق أظهرت أداءً إيجابيًا خلال الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى أن المناقشات الجارية مع المكوّن الكردي في شمال سوريا تسير في اتجاه جيد، في إشارة إلى جهود واشنطن لتثبيت التفاهمات الأمنية والسياسية في تلك المناطق.
واختتم المبعوث الأمريكي حديثه بالتأكيد على أن استقرار لبنان والمنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر معالجة جذرية لمصادر التوتر الداخلية والإقليمية، مشددًا على أن أي حلول جزئية أو مؤقتة لن تصمد أمام حجم التحديات الحالية.
