قناة فرنسية: المتحف المصري الكبير أضخم مشروع ثقافي في القرن 21
وصفت قناة "تي أف 1" الفرنسية المتحف المصري الكبير بأنه مشروع فرعوني يفوق كل تصور، مشيرة إلى أن هذا الصرح الاستثنائي الذي يُفتتح مساء اليوم السبت في احتفالية عالمية ضخمة، يُعد أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين.
وتناولت القناة الفرنسية تفاصيل هذا الحدث التاريخي، مشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير يرى النور أخيراً بعد أكثر من عشرين عامًا من أعمال البناء والتشييد، ليقف شامخًا بالقرب من أهرامات الجيزة كأكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
وأكد التقرير أن الحكومة تقدم المتحف بوصفه أكبر صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين، حيث يضم آلاف القطع الأثرية النادرة التي تعرض لأول مرة، من بينها تماثيل عملاقة، وتوابيت فريدة، ومجوهرات وأدوات تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، داخل مساحة عرض تتجاوز 50 ألف متر مربع.

الهرم الرابع بجوار أهرامات الجيزة
وأشارت القناة إلى أن تصميم المتحف الذي أبدعته شركة "هينجان بينج" الأيرلندية، يجعله يبدو كأنه "الهرم الرابع"، إذ يمتد على مساحة 470 ألف متر مربع من الحجر والزجاج، ويضم قرابة 100 ألف قطعة أثرية، يُعرض نصفها أمام الجمهور بينما يُحفظ النصف الآخر في مخازن مجهزة بأحدث التقنيات.
ويتوسط المبنى درج فخم مزين بتماثيل ضخمة يقود إلى نافذة بانورامية تطل على أهرامات الجيزة، فيما تضم طوابقه العليا 12 قاعة تروي عبر معروضاتها تاريخ 30 أسرة فرعونية، تمتد على مدار خمسة آلاف عام من الحضارة، من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني.
كما يضم المتحف مرافق متكاملة تشمل قاعات للباحثين، ومخازن وورش ترميم، ومتحفًا للأطفال، ومكتبات ومركز مؤتمرات، إلى جانب مطاعم وأماكن تسوق تضفي طابعًا سياحيًا عصريًا على التجربة الثقافية.
تمثال رمسيس الثاني يستقبل الزوار
وركز التقرير على تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترًا ويزن 83 طنًا، والذي يستقبل الزوار في بهو المتحف، حيث أوضحت القناة أن التمثال جاب العالم مرتين، الأولى عام 1986، والثانية بين عامي 2021 و2025، قبل أن يستقر أخيرًا في موقعه الحالي بجوار الأهرامات بعد سلسلة عمليات نقل بدأت منذ اكتشافه عام 1820.

كنوز توت عنخ آمون.. قلب المتحف النابض
وأبرزت القناة الفرنسية القاعة المخصصة للملك توت عنخ آمون، والتي تُعد من أهم أقسام المتحف، إذ تحتوي على أكثر من 4500 قطعة جنائزية من أصل خمسة آلاف قطعة اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922 في وادي الملوك.
ومن أبرز المعروضات قناع توت عنخ آمون الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة، وتابوته الحجري المصنوع من الكوارتز الأحمر الذي يحتوي على ثلاثة توابيت متداخلة، أصغرها من الذهب الخالص ويزن نحو 110 كيلوجرامات.
التكنولوجيا في خدمة التراث.
ونقلت "تي أف 1" عن الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف، قوله إن صالات العرض مزودة بأحدث التقنيات، وتقدم تجارب تفاعلية متعددة الوسائط تمزج بين التراث العريق والإبداع الحديث، موضحًا أن "لغة العرض موجهة إلى جيل الشباب الرقمي الذي يتفاعل مع التكنولوجيا أكثر من التصنيفات التقليدية".
مشروع طال انتظاره

ولفت التقرير إلى أن مشروع المتحف بدأ بوضع حجر الأساس عام 2002، لكن مراحل البناء تأخرت لأسباب مختلفة، كما تم تأجيل موعد الافتتاح عدة مرات.
وكان من المقرر افتتاحه في يوليو الماضي، إلا أن السلطات المصرية فضلت تأجيل الحدث نظرًا للظروف الإقليمية، لإعطائه المكانة العالمية التي يستحقها.
حدث عالمي بمشاركة واسعة
وأوضح التقرير أن ما يقرب من 80 وفدًا رسميًا يشاركون في احتفالية الافتتاح، من بينهم 40 وفدًا من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات، بالإضافة إلى حضور وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، إلى جانب كبار المسؤولين والسفراء والشخصيات العامة.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد اجتماعًا موسعًا مؤخرًا لمتابعة الاستعدادات النهائية للافتتاح، مؤكدًا أهمية أن يليق الحدث بمكانة مصر التاريخية ودورها كمهد للحضارة الإنسانية.
دعم للاقتصاد والسياحة
وبينت القناة أن الحكومة المصرية تعوّل على المتحف لتنشيط قطاع السياحة، إذ يُتوقع أن يستقبل نحو 5 ملايين زائر سنويًا، أي ما بين 15 و20 ألف زائر يوميًا، وفق تصريحات حسن علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة التي تتولى إدارة المتحف.
وأضافت أن السياحة المصرية تشهد تعافيًا ملحوظًا بعد سنوات من التحديات، حيث استقبلت البلاد نحو 15 مليون سائح أجنبي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بزيادة 21% عن العام الماضي، محققة عائدات بلغت 12.5 مليار دولار.
وأكدت القناة الفرنسية أن المتحف المصري الكبير سيكون منارة ثقافية وعلمية عالمية، تجسد عبقرية المصري القديم، وتروي على مدى آلاف السنين قصة حضارة لا تزال تبهر العالم بإبداعها الخالد.



