وسيم السيسي: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم وتوثيق خالد لحضارة لا تموت

قال الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، إن ما يدفع الدولة المصرية للاستثمار بهذا الجهد الضخم في المتحف المصري الكبير هو رغبتها في توثيق حضارتها العريقة، مشيرا إلى أن الصورة والتمثال هما الدليل الأصدق على التاريخ المكتوب في الجداريات والبرديات، مؤكدا أن الرسالة التي يحملها المتحف تأكد أن مصر كانت وما زالت أصل الحضارة الإنسانية.

المتحف المصري الكبير هدية مصر للبشرية

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح» المذاع على شاشة «إكسترا نيوز»،  أن المتحف لا يخص المصريين وحدهم بل هو هدية مصر للبشرية كلها لأنه تأكيد لحضارة إنسانية ممتدة منذ عشرات الآلاف من السنين، مضيفا أن المتحف يعرض تاريخ مصر بشكل زمني متكامل بدايةً من عصور ما قبل التاريخ، وحتى نهاية العصور الفرعونية، لافتا إلى أن الدراسات الحديثة تؤكد أن المصريين القدماء وجدوا على هذه الأرض منذ أكثر من 200 ألف عام.

تمثال الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم للمتحف

وأكد عالم المصريات أن تمثال الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم للمتحف، والذي يبلغ طوله 11 مترا ويزن نحو 83 طنا، يجسد رمزا للقوة والحكمة والسلام في التاريخ المصري القديم، لافتا أن رمسيس الثاني هو أول من أبرم معاهدة سلام في تاريخ البشرية، وهي معاهدة قادش، نافيا في الوقت نفسه ما يردده البعض من أنه فرعون الخروج، مؤكدا أنه عاش حتى سن السادسة والتسعين وكان من أعظم ملوك مصر الذين خلدوا اسمها في التاريخ الإنساني.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور وسيم السيسي، المفكر والباحث في علم المصريات، أن الأهرامات لم تبنى بواسطة كائنات فضائية أو حضارات مجهولة، وإنما هي نتيجة علم ومعرفة دقيقة لدى المصريين القدماء، مشددًا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن القدماء استخدموا مفاهيم هندسية ورياضية متقدمة، من بينها النسبة المعروفة بـ «باي 3.14»، منذ أكثر من 3000 عام قبل الميلاد.

وشدد الدكتور وسيم السيسي في مداخلة ببرنامج «سؤال مباشر» على قناة «العربية» على أن ما ورد في كتب مثل «عجلات الآلهة» للكاتب إريك فون دانكن، الذي روج لفكرة أن الأهرامات بنتها كائنات فضائية، لا يستند إلى أي أساس علمي، مؤكدًا أن الأدلة المادية والوثائقية والبرديات القديمة تثبت أن المصريين القدماء هم من صمم وبنى هذه المنشآت العظيمة.

وأوضح السيسي أن أربعة علماء معاصرين جمعوا 36 بردية أصلية تحتوي على علوم رياضية دقيقة متعلقة بالدائرة والمثلث الذهبي، مشيرًا إلى أن هذه الوثائق تظهر أن المصريين القدماء كانوا قادرين على حساب النسبة التقريبية لـ باي 3.14، وهي النسبة التي تُعتبر حجر الزاوية في كثير من المعادلات الرياضية الحديثة.