هل يجوز للإنسان أن يتمنى الموت أو يدعو على نفسه بالهلاك؟.. الأزهر يجيب |خاص
هل يجوز للإنسان أن يتمنى الموت أو يدعو على نفسه بالهلاك؟، سؤال نوضح بيانه من خلال برنامج «نور الفتوى» الذي يستضيف من خلاله موقع «نيوز رووم» عددًا من أمناء الفتوى بدار الإفتاء وأعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية.
هل يجوز الدعاء على النفس بالموت؟
وقال الشيخ إبراهيم جاد الكريم عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، إن الأفضل للمسلم إذا أصابه ضرر أو واجه ضيقًا ماليًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا، أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ليفرج عنه كربه ويزيل همه.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: ينبغي أن يتقرب إلى الله بالذكر والصلاة بدلاً من أن يدعو على نفسه بالموت. فإن الله خلق الإنسان لهدف عظيم وغاية نبيلة، كما قال تعالى:«أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ».
وشدد: «أنت مخلوق لعبادة الله ولعمارة الأرض فلا تدعو على نفسك بالموت أو بالهلاك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الأمر، فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وإن كان لابد متمنيا أي إذا كان سيدعو فليقول اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي»، وفي رواية أخرى: «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعو به»، لذلك فإن كثيرا ما نراه من دنيا الناس من يدعو على نفسه بالموت أو يدعو على نفسه بالهلاك نقول له: «عليك أخي المسلم بدلا من أن تدعو على نفسك بالموت أو بالهلاك أو على أحد من أولادك أو أصدقائك عليك أن تدعو بالصحة وأن تدعو بالستر وأن تدعو بالرزق، وعليك أن لا تقنع لضائقة أو لهم أو لغم أو لكرب وإن كنت في كرب أو في اكتئاب فاعلم أن الله سيفرج هذا الكرب وسيزيل هذا الهم.
فكما قال الشاعر:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج .. أبشر بخيرٍ فإن الفارج الله
لا تيأسن فإن اليأس قاتل صاحبه .. ولا تيأسن فإن الكافي الله
وتذكر أن الابتلاءات جزء من القدر الإلهي، وهي اختبارات تحثنا على الصبر والثبات. فكن ممن يواجهون المصاعب بالصبر وحسن الظن بالله.
وكما قال الشافعي رحمه الله:
دع الأيام تفعل ما تشاء .. وطب نفسًا إذا حكم القضاء
واختتم عضو لجنة الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، بالقول: «أخي المسلم، كن على يقين أن الله سبحانه وتعالى يفرج كل هم وكرب، وما على الإنسان إلا أن يتمسك بحبل الله الوطيد ويثق في رحمته وعدله، واجعل ثقتك بالله دافعًا لك لمواجهة صعوبات الحياة بدلًا من اللجوء إلى تمني الموت أو الشعور باليأس».





