وسيلة لرفع الكربات.. الأزهر: الإسلام رفع مكانة الوالدين إلى مرتبة العبادة
عقد الجامع الأزهر، ملتقى السيرة النبوية الرابع والثلاثين تحت عنوان: «مكانة الوالدين في السنة المطهرة»، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات الأسبوعية التي يعقدها الجامع الأزهر بالظلة العثمانية، بحضور عدد من العلماء والباحثين وطلاب العلم.
بر الوالدين عبادة عظيمة ووسيلة لرفع الكربات
استضاف الملتقى كلًّا من: الدكتور السيد زلط، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور أسامة مهدي، أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار الحوار الإعلامي الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
وخلال حديثه بالملتقى، أكّد الدكتور السيد زلط أن الإسلام رفع مكانة الوالدين إلى مرتبة العبادة والطاعة بعد أن كان البرّ بهما في الجاهلية قائمًا على العرف والعادة، موضحًا أن مجيء الإسلام جعل برّ الوالدين أمرًا إلهيًّا يُتقرّب به العبد إلى الله تعالى، مستشهدًا بقوله عز وجل: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾، مبينًا أن اقتران الإحسان إلى الوالدين بعبادة الله تعالى يبرز عظم منزلتهما، ويؤكد أن برّهما أحد أركان الإيمان العملي.
وأضاف أن الوالدين هما أصل الوجود ومصدر العطاء في حياة الإنسان، فالأب يسعى لتأمين حاجات أبنائه، والأم تبذل جهدها وتضحي براحتها، مؤكدًا أن كل نجاح يحققه الأبناء هو ثمرة لتربيتهما ودعائهما، وأن العمل على رضاهما من أعظم ما يتقرّب به العبد إلى ربه.
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة مهدي أن برّ الوالدين هو مفتاح تفريج الكروب ورفع البلاء، داعيًا كل من ضاقت به السبل إلى أن يبرّ والديه ويجعل ذلك خالصًا لله، لأن زوال الغمّة يبدأ من عندهما. واستشهد بحديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، وكيف جعل أحدهم برَّه بوالديه وسيلةً يتوسل بها إلى الله ففرّج عنه بسببه، مؤكدًا أن برّ الوالدين من أحبّ الأعمال إلى الله.
وتابع أن بعض الأبناء يخطئون حين يقدّمون راحتهم على رضا والديهم، فينسون أن «رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين»، كما أخبر النبي ﷺ، داعيًا إلى جعل البرّ بهما خبيئةً صالحة بين العبد وربه تكون له سببًا في الفرج والرحمة.
وفي كلمته، أكّد الإعلامي الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم، أن الحديث عن برّ الوالدين حديث عن أعظم القيم التي أكدت عليها السنة النبوية، موضحًا أن هذا الخلق الجليل هو أساس صلاح الأسر واستقرار المجتمعات، وأنه من مظاهر الإيمان الصادق وحسن الصلة بالله عز وجل.
وأشار إلى أن هذه الملتقيات العلمية في رحاب الجامع الأزهر تمثل منابر للتربية والتنوير، تُعيد للأمة وعيها بقيم الإسلام ومقاصده العليا، وتغرس في الأجيال روح البرّ والإحسان والوفاء، مؤكّدًا أن من وُفّق لبرّ والديه فقد فاز بخيرَي الدنيا والآخرة.



