المتحف المصري الكبير.. كيف ربطت الأوقاف خطبة الجمعة اليوم بافتتاحه غدًا؟
 
                            يؤدي المصريون اليوم صلاة الجمعة الأخيرة من أكتوبر 2025، والتي جاء عنوانها: «مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ»، وتنقل من رحاب جامع عمرو بن العاص، وتبدأ شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من أكتوبر بتلاوة للقارئ الشيخ الباز عبدالرحمن سلامة، وخطيبًا الدكتور أحمد مسعود.
إكرام السائح مأمور به شرعًا
وخصصت وزارة الأوقاف جزء من خطبة الجمعة اليوم للحديث عن معاملة السائح بالتزامن مع استعدادات افتتاح المتحف المصري الكبير غدًا، قائلة: «معاملةُ السائحِ باللُّطفِ وحُسنِ الضيافةِ ليستْ مجرَّدَ سلوكٍ اجتماعيٍّ مُستحبٍّ، بل هي قيمةٌ إيمانيةٌ وخُلُقٌ إسلاميٌّ أصيلٌ يُعبِّرُ عن جوهرِ دينِنا الحنيفِ، فحُسنُ استقبالِ السُّيَّاحِ مَعْلَمٌ من معالمِ "إكرامِ الضيفِ" المأمورِ بها شرعًا، أيًّا كانت ديانةُ هذا السائحِ، أو جنسيتُهُ، حتى يشعرَ الضيفُ أنَّهُ في موطنٍ يُكرِمُهُ ويُقدِّرُهُ، قالَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ».
وتابعت: «السائحُ مُستأمَنٌ، فيجبُ علينا أن نُؤدِّيَ حقَّهُ منَ الإكرامِ، وتأمينِ الحاجةِ، وتقديمِ العونِ والمساعدةِ، وهذا لا يقتصرُ على الاستقبالِ بابتسامةٍ صادقةٍ، بل يتعدَّاهُ إلى حفظِ حقوقِهِ وممتلكاتِهِ، وإرشادِهِ إلى الخيرِ، وتجنُّبِ كلِّ ما يُسيءُ إليهِ أو يُنغِّصُ عليهِ رحلتَهُ، فقد شدَّدَ دينُنا الحنيفُ على أهميَّةِ إعطاءِ كلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فالسائحُ لهُ حقُّ العبورِ الآمنِ والتعاملِ النزيهِ، ممَّا يعني الابتعادَ عن السلوكياتِ المشينةِ، والتعاملَ الجيِّدَ، فالجنابُ المعظَّمُ عرَّفَ المسلمَ بقولهِ: «المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»، وهذا المبدأُ يَنطبِقُ على كلِّ البشرِ، بمن فيهم الزُّوَّارُ والسُّيَّاحُ، فكيفَ إذا كانوا في ديارِ المسلمينَ ومستأمَنينَ؟».
وشددت الأوقاف في موضوع خطبة الجمعة الأخيرة من أكتوبر اليوم: «التعاملَ اللائقَ مع السائحِ عبارةٌ عن رسالةٍ دعويَّةٍ صامتةٍ ومؤثِّرةٍ، فكلُّ فردٍ منَّا يُمثِّلُ بسلوكِهِ الحسنِ دينَهُ وبلدَهُ، فعندما يجدُ السائحُ الأمنَ والصدقَ في المعاملةِ، وحفاوةَ الاستقبالِ، ونظافةَ المكانِ، فإنَّ هذه التجربةَ الإيجابيةَ هي أبلغُ ردٍّ على أيِّ صورةٍ نمطيةٍ سلبيةٍ قد تكونُ عالقةً في ذ هنِهِ، فالابتسامةُ المشرقةُ، والكلمةُ الطيِّبةُ، والمساعدةُ الخالصةُ لوجهِ اللهِ، كلُّها تتركُ أثرًا بليغًا لا يمحوهُ الزمانُ، وتُحوِّلُ السائحَ إلى شاهدٍ على رَوْعةِ هذا الدينِ وسماحتِهِ ورؤيتِهِ الخالدةِ التي عنوانُها: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ».
 
                





 
                            
                            
                            
                           