عاجل

ما حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة، وبين الخطبتين أثناء جلسة الإمام؟

الجمعة
الجمعة

رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة وبين الخطبتين أثناء جلسة الإمام أمر مستحب، لكونه من آداب الدعاء ومن أسباب قبوله، وأدعى لإجابته، ولما فيه من كمال الأدب مع الله تعالى وإظهار الذلة والفقر بين يديه، ولعموم النصوص الدالة على استحباب ذلك.

حكم رفع اليدين أثناء الدعاء


من آداب الدعاء المتفق عليها والتي هي من أسباب قبوله وأدعى لإجابته: رفع اليدين أثناء الدعاء؛ لما فيه من كمال الأدب مع الله تعالى وإظهار الذلة والفقر بين يديه؛ روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟».

حكم رفع اليدين في الدعاء للاستسقاء وغيره من النوازل
ذهب العلماء إلى جواز رفع الخطيب والمأموم أيديهم بالدعاء يوم الجمعة للاستسقاء وغيره من النوازل كاشتداد الريح والزلازل، حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: «أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديهم معه يدعون، قال: فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى».
ففي هذا الحديث دلالة ظاهرة على استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء وغيره من النوازل، واستدل الإمام البخاري بهذا الحديث على جواز رفع اليدين في الدعاء مطلقًا، وبوب له بقوله: «باب رفع اليدين في الخطبة».

حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة


الدعاء بين الخطبتين أثناء جلسة الإمام بين الخطبة الأولى والثانية مستحب، ويندب رفع اليدين فيه، خاصة أن هذا الوقت يرجى إجابة الدعاء فيه؛ فقد بيّن لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم يدعو الله تعالى فيها بخير إلا استجاب دعاءه، وهذا الوقت هو أقرب الأوقات لأن يكون ساعة الإجابة؛ لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة».
كما أن هذا الوقت، وقت الاستراحة بين الخطبتين، غير داخل في الوقت المنهي عن الكلام فيه والإمام يخطب على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، لما رواه الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت».
فالنهي الوارد في الحديث لأجل الاستماع للخطبة، بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «والإمام يخطب».


وعلى ذلك تواردت عبارات الفقهاء:


قال العلامة السرخسي الحنفي في المبسوط: قال أبو حنيفة: يكره الكلام بعد خروج الإمام قبل أن يأخذ في الخطبة وبعد الفراغ من الخطبة قبل الاشتغال بالصلاة كما تكره الصلاة، وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى: تكره الصلاة في هذين الوقتين ولا يكره الكلام.
وقال العلامة الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج: ولا يكره الكلام قبل الخطبة ولا بعدها ولا بين الخطبتين ولا للداخل ما لم يأخذ له مكانًا ويستقر فيه.
وقال العلامة المرداوي الحنبلي في الإنصاف: ظاهر قوله: «والإمام يخطب» أن الكلام يجوز بين الخطبتين إذا سكت، والصحيح أن الكلام بينهما يباح.

تم نسخ الرابط