عاجل

هل يلزم استئذان الزوج في قضاء صيام رمضان؟.. الإفتاء تحسم الجدل

صيام القضاء
صيام القضاء

هل يجب على المرأة استئذان زوجها في قضاء ما عليها من صيام رمضان؟ سؤال يتكرر كثيرًا بين الأزواج، خاصة عندما ترغب الزوجة في أداء ما فاتها من الصيام، ويعارض الزوج توقيت ذلك. 

دار الإفتاء المصرية حسمت الجدل في فتوى صريحة أصدرها الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية السابق، موضحةً أن المرأة ليست بحاجة إلى إذن زوجها لقضاء صيام رمضان، وليس له إجبارها على تأجيله حتى يضيق عليها وقت القضاء.

قضاء الصيام واجب على التراخي.. لكن له حد زمني

أوضحت الفتوى أن قضاء الصيام لمن أفطر بعذر، مثل الحيض أو السفر، واجب موسع، أي أنه يمكن أداؤه خلال الفترة الممتدة بين انتهاء رمضان وحتى قدوم رمضان التالي. ومع ذلك، لا يجوز للمرأة تأجيله بلا عذر حتى شعبان، حيث ينبغي أن تؤديه قبل حلول شهر الصيام الجديد.

واستشهد المفتي بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها، التي قالت: "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ" (متفق عليه)، في إشارة إلى أن تأجيل القضاء ليس محبذًا دون سبب واضح.

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

من الناحية الفقهية، أكد الفقهاء أن الصيام الواجب لا يتوقف على إذن الزوج، وهو ما ذهب إليه علماء الحنفية والمالكية. وجاء في "حاشية الطحطاوي" أن الفرض لا يتوقف على رضا الزوج، لأن تركه يعد معصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

كذلك أوضح فقهاء المالكية أنه ليس للزوج أن يجبر زوجته على تأخير القضاء حتى شهر شعبان، كما ورد في "حاشية العدوي" و"شرح الزرقاني"، مما يؤكد أن الزوجة لها حرية الاختيار في توقيت أداء هذا الواجب الشرعي.

كيف تحقق الزوجة التوازن بين الواجبات؟

رغم أن الشرع لا يلزم الزوجة بأخذ إذن زوجها في قضاء الصيام، إلا أن الفتوى نصحت بأن تحرص المرأة على التوفيق بين واجباتها الدينية وحياتها الأسرية، بحيث تؤدي ما فُرض عليها دون أن يؤثر ذلك على استقرار الأسرة. فالتواصل الجيد والتفاهم بين الزوجين يساعدان على تحقيق الانسجام والراحة النفسية في البيت المسلم.

تم نسخ الرابط