عاجل

تشديد في العقوبة.. ما حكم من يذهب للسحرة لعمل السحر؟

السحرة
السحرة

السحر من الكبائر العظيمة التي نهى الله عنها، وبيّن خطرها على المجتمع، وقد أجمعت الأمة على تحريمه، ويعد الذهاب إلى السحرة والعرافين من الأفعال المحرمة شرعًا، سواء كان ذلك بقصد الاستفسار أو طلب عمل سحر للغير، لما في ذلك من إشراك بالله، واتباع لخطوات الشيطان، واعتداء على الآخرين.

يقول الشيخ ابن باز، إن الذهاب إلى السحرة والعرافين لا يجوز مطلقًا، حتى لو كان بقصد حل السحر أو الاستفسار، واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا" [رواه مسلم]، وفي رواية أخرى: "من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" [رواه أحمد].

ويفرق بعض العلماء بين من يذهب إلى الساحر دون تصديق، ومن يذهب ويصدقه أو يطلب منه عملًا سحريًا، فالأول يعد مرتكبًا لكبيرة من الكبائر، ويحرم من أجر الصلاة أربعين يومًا، أما الثاني، أي من يصدق الساحر أو يطلب منه سحرًا، فقد يقع في الكفر الأكبر، خاصة إذا اعتقد أن الساحر يعلم الغيب أو شاركه في طقوس شركية.

وأوضح العلماء أن من يذهب للسحرة لعمل السحر، وهو يعلم أنه محرم، ولا يعتقد أن الساحر يعلم الغيب، ولا يرضى بالشركيات، فإنه لا يُكفّر، لكنه آثم ومرتكب لكبيرة عظيمة، أما إذا اقترن ذهابه بمعتقدات شركية، أو شارك في طقوس تتضمن الذبح للجن أو الاستغاثة بغير الله، فإنه يُعد كفرًا مخرجًا من الملة.

رأي الإفتاء

وقد شددت دار الإفتاء المصرية على أن السحر من الجرائم التي تُفسد العقائد وتُهدد الأمن المجتمعي، وأن اللجوء إلى السحرة يُعد خيانة للدين، ويجب على المسلم أن يلجأ إلى الرقية الشرعية والدعاء والقرآن الكريم في حال تعرضه للأذى، لا إلى الطرق المحرمة.

ويعتبر الذهاب إلى السحرة لعمل السحر محرم شرعًا، ويُعد من الكبائر، وقد يصل إلى الكفر إذا اقترن بمعتقدات شركية، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، وأن يبتعد عن هذه الطرق التي تُغضب الله وتُفسد العقيدة، وأن يلجأ إلى الوسائل الشرعية في حل مشكلاته.

تم نسخ الرابط