محلل سياسي: الضربة الإسرائيلية للضاحية الجنوبية اللبنانية تعكس تواطؤا بين واشنطن ونتنياهو |فيديو
في ظل التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أكد المحلل السياسي الدكتور جورج علم أن "إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه برعاية أمريكية"، مشيرًا إلى أن التواطؤ الأمريكي والإسرائيلي يهدف إلى استمرار الضغط على لبنان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع قناة "إكسترا نيوز" حيث حلل جورج علم الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة في المنطقة.
خرق الهدنة
أوضح الدكتور علم أن "الاختراق الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ليس الأول من نوعه"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل انتهاكاتها رغم تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير الماضي.
وأضاف: لبنان التزم بالاتفاقية بينما استمرت إسرائيل في اعتداءاتها واحتلالها لأجزاء من الجنوب اللبناني مما يؤكد أن الضمانات الأمريكية لم تكن فعالة.
وتابع قائلًا: هناك تواطؤ واضح بين الإدارة الأمريكية وحكومة بنيامين نتنياهو لاستمرار العدوان على لبنان، معتبرًا أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكبرى عن تصاعد العنف بسبب دعمها غير المشروط لإسرائيل.
نزع سلاح حزب الله
وكشف المحلل السياسي عن الشروط التي فرضتها واشنطن وتل أبيب على لبنان لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار وأبرزها "نزع سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية" إلا أنه استبعد تنفيذ هذا المطلب في الوقت الراهن قائلًا: "هذا الأمر يتطلب حوارًا داخليًا شاملًا لأن فرضه بالقوة يعني اندلاع حرب أهلية، خاصة في ظل التركيبة الطائفية الهشة في لبنان"
وشدد على أن الخيار الوحيد المتاح حاليًا هو الضغط الدبلوماسي لإجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها، محذرًا من أن أي تصعيد عسكري جديد سيدمر البنية التحتية اللبنانية التي تعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.
مهمة أمريكية إلى بيروت
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة حيث من المقرر أن تصل بعثة أمريكية إلى بيروت هذا الأسبوع لبحث سبل إحياء وقف إطلاق النار، لكن جورج علم أشار إلى أن واشنطن تضع شروطًا مسبقة على لبنان منها:
- تحميل الجيش اللبناني مسؤولية منع إطلاق الصواريخ من الجنوب.
- الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
- التوصل إلى خارطة طريق للتطبيع بين البلدين.
ورأى أن هذه الشروط "شبه مستحيلة" في الظرف الراهن قائلًا: لا توجد وحدة وطنية لبنانية تسمح بقبول التطبيع كما أن فصائل كبيرة ترفض أي حوار مباشر مع إسرائيل.
الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرار 1701
وأكد جورج علم أن مفتاح الحل يكمن في يد الولايات المتحدة قائلًا: "إذا كانت واشنطن جادة في حماية لبنان فعليها الضغط على إسرائيل لتنفيذ وقف إطلاق النار واحترام القرار الدولي 1701 وذكر بأن المفاوضات غير المباشرة أثبتت نجاحها سابقًا كما حدث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
تابع قائلا "الكلمة الفصل الآن للولايات المتحدة فهي القوة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل على وقف عدوانها".
واختتم حديثة: تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا متصاعدًا منذ أشهر مع تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية وسط مخاوف من تحول المنطقة إلى ساحة حرب شاملة و يأتي ذلك في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة مما يزيد من تعقيد المشهد ويفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة.
