3 أحداث دفعت لبنان وسوريا لاتفاق ترسيم الحدود.. خبراء يكشفون لـ"نيوز رووم"

وقع وزير الدفاع اللبناني ميشال منسي، ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، اتفاقًا لترسيم الحدود، في خطوة مهمة؛ نالت إشادة كبيرة من المحللين السياسيين، الذين أكدوا لـ"نيوز رووم"، أن هذه الخطوة ستُساهم في الحد من خطورة الأحداث التي جرت على الحدود بين البلدين خلال الفترة الماضية.

وجرى اجتماع في جدة، بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره السوري، بحضور وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، وشهد بحث القضايا المشتركة بين البلدين بما يُعزز الأمن والاستقرار، إلى جانب ملف ترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية مشتركة، بجانب تفعيل آليات التنسيق بين البلدين بشأن التحديات الأمنية والعسكرية.

ماذا تعني الاتفاقية بين لبنان وسوريا؟

وتحدث المحلل العسكري اللبناني، العميد يعرب صخر، عن الاتفاقية قائلًا: "الاتفاق ما بين سوريا ولبنان اتفاق أمني لضبط الحدود ثم ترسيم الحدود لاحقًا، هذا اتفاق مبارك وواعد خاصة أنه جرى في السعودية يعني أن هذا الاتفاق يحظى برعاية وحماية وغطاء ومساندة ودعم عربي، إذ جرت 3 أحداث على الحدود الفاصلة ما بين لبنان وسوريا؛ دعت السلطتين إلى تدارك الأمر منعًا لتكراره نظرًا لخطورته".

3 أحداث دفعت لبنان وسوريا للاتفاق

وأشار صخر، إلى أن المعابر بين لبنان وسوريا لايزال أغلبها غير شرعي، منها تتسلل الميليشيات وفلول النظام وذيول الميليشيات الإيرانية، وهذه الممرات بمثابة المدد اللوجيستي لهذه المليشيا إن في التهريب أو المخدرات وتهريب المال والرجال والسلاح، وقد تم قطع حلقة الوصل من طهران إلى بيروت وسوريا، ولكن بقيت هذه المعابر ما بين لبنان وسوريا

وتابع  المحلل العسكري اللبناني : "حدث هذا الأمر 3 مرات منذ شهرين، البداية تم احتوائها والسيطرة عليها، ثم حدثت حالة التمرد في الشمال السوري، وكان هناك أصابع إيرانية وحزب الله  وتكررت منذ 10 أيام  ولكن بوتيرة أخطر وكادت أن تُشعل الحرب ما لبنان وسوريا، ما استدعى السلطات اللبنانية والسورية لتدارك الأمر، لذلك لابد من ضبط الحدود خاصة أن هدف الترسيم النهائي كذلك موجود لا نستطيع أن نُرسم الحدود بين البلدين قبل أن نضبط الحدود، هناك 5 معابر شرعية وأكثر من 20 معبرًا غير شرعي

إطلاق صواريخ للرد على الاجتماع الأمني

وأضاف المحلل العسكري اللبناني، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "الصواريخ التي أُطلقت من لبنان الهدف منها تعطيل عجلة بناء الدولة في لبنان، هناك أصابع تابعة للمحور الإيراني تعمل على توتير الأجواء، ردًا على الاجتماع الأمني في السعودية ولمنع الدولة اللبنانية من ترسيخ الأمن والاستقرار".

لبنان ستكون آخر الموقعين لاتفاقية السلام مع إسرائيل

وفيما يتعلق بإمكانية توقيع لبنان لمعاهدة سلام مع إسرائيل، قال صخر: "أبدًا لبنان غير معني بهذا الأمر على لسان السلطة اللبنانية ورئيس الحكومة وكل أركانها، حيث إن بين لبنان وإسرائيل حفنة 1949 التي ترعى الهدوء والأمن والاستقرار في الجانبين، هذا هو المرتكز الذي يرتكز عليه لبنان في تعامله مع إسرائيل، هذا يعني أن لبنان مختارة طريق الحياد الإيجابي والابتعاد عن صراعات المنطقة استنادًا إلى معاهدة 1949، وإذا كان لابد وحدث وجُرت لبنان إلى اتفاقية سلام فهو آخر من يوقع عندما يرى أن العرب اتجهوا نحو هذا الخيار لا يستطيع يُغرد خارج السرب بل أن ينضم لهذا الركب، لكنه آخر الموقعين على اتفاق السلام، كذلم هو آخر من يخوض الحروب 

أهمية كبيرة ترسيم الحدود 

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي السوري، الدكتور علاء الأصفري، أن هناك أهمية كبيرة لترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، خاصة أنها متداخلة منذ أيام الاستقلال سواء في لبنان أو سوريا، وخلال الحقبة الماضية كانت تُعتبر لبنان هي الفضاء الجيوسياسي لسوريا، وبالتالي لم يكن هناك اهتمام بترسيم الحدود سواء البرية أو البحرية.

وأوضح "الأصفري"، أن اجتماع وزير الدفاع السوري مع نظيره اللبناني برعاية سعودية وبرعاية وزير الدفاع السعودي بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أفضى إلى أن يكون هناك لجان قانونية سريعة تُرسم الحدود بين البلدين لكي تتوضح الحدود بشكل واضح البرية والبحرية منها، وإزالة التشابكات الكبيرة على الحدود خاصة أنه كان هناك منذ فترة قريبة صراع في منطقة حدودية معينة مختلف ومتصارع عليها، وبالتالي لابد من ترسيم الحدود بين البلدين.

لبنان تتجه للتطبيع ومزارع شبعا ستكون سورية قريبًا

وعن احتمالية توقيع لبنان لمعاهدة سلام مع إسرائيل، قال المحلل السياسي السوري، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "أعتقد أن لبنان ذاهب باتجاه التطبيع مع إسرائيل، وخاصة أن لبنان على الغالب لا يريد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا يريد أن يضمها إلى سوريا حتى ينزع أي احتمالية لمقاومة مقبلة حتى يستقر لبنان، لذلك أعتقد مزارع شبعا سوف تكون سورية قريبًا وترسيم الحدود يجب أن يكون طبيعيًا وجيدًا بين البلدين وهذا ما يؤدي إلى علاقات أفضل بين لبنان وسوريا".