خالد الجندي: التوكل على الله اعتراف بالفقر إليه والاستعانة به في كل شأن

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن كلمة “التوكل” و”الاستعانة” و”الالتجاء إلى الله” تحمل في جوهرها إقرارًا من العبد بضعفه وفقره واحتياجه إلى الله تعالى في كل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين، مؤكدًا أن الإنسان لا يستغني عن ربه في أي شأن من شؤونه.

معنى هذه الكلمات الجليلة 

وأوضح خالد الجندي، خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" أن معنى هذه الكلمات الجليلة هو أنه لا تحول من الكفر إلى الإيمان، ولا من العصيان إلى الطاعة، ولا من الفقر إلى الغنى، ولا من الضعف إلى القوة، ولا من النقص إلى الزيادة إلا بالله عز وجل، مشيرًا إلى أن العبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، ولا يحقق هدفًا من أهدافه إلا بإذن الله.

وأكد خالد الجندي أنه لا وليّ ولا نبيّ ولا شيخ ولا قبر ولا ضريح يملك شيئًا من دون الله، لأن الأمر كله بيد الله وحده، مستشهدًا بقول الله تعالى:"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلًا"، و"وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليمًا حكيمًا"و"يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابًا أليمًا".

جميع الأمور بيد الله عز وجل وحده

وأشار خالد الجندي إلى أن جميع الأمور بيد الله عز وجل وحده، مستدلًا بقوله تعالى في سورة فاطر:"ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده"، منوهًا إلى أن العبد فقير إلى الله من كل وجه، بينما الله سبحانه غني عن عباده وعن أعمالهم من كل وجه، لقوله تعالى:"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد، إن يشأ يذهبكم ويأتِ بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز".

وتابع خالد الجندي موضحًا أن هذه الآيات تخاطب الناس جميعًا لتبيّن حالهم وحقيقتهم، فهم فقراء إلى الله في وجودهم، إذ لولا إيجاده لهم لما وُجدوا، وفقراء في إعدادهم وقوتهم وجوارحهم، ولولا إعداد الله لهم ما استطاعوا القيام بأي عمل.

وأضاف أن الإنسان فقير إلى الله في رزقه وأقواته ونِعَمه الظاهرة والباطنة، فلولا فضل الله وإحسانه وتيسيره ما نال أحد من الخلق رزقًا أو نعمة، كما أنه فقير في دفع النقم والمكاره عنه، فلولا رحمة الله ودفعه البلاء لتوالت عليه الشدائد والكروب.