باحث: الجيش السوداني صامد في الفاشر.. والدعم السريع هدفها نشر الفوضى بالسودان
قال العميد جمال الشهيد الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، إن القوات المسلحة السودانية تخوض حربًا استثنائية ضد ما وصفه بـ"مشروع فوضوي مدعوم من الخارج"، موضحًا أن الجيش لا يقاتل مجرد ميليشيا متمردة، بل يواجه تحالفًا من المرتزقة والمسلحين الأجانب الذين جرى حشدهم بإمكانات ضخمة لدعم الفوضى داخل البلاد.
الجيش ما زال متمركزًا داخل المدينة ولم يغادرها مطلقًا
وأوضح خلال مداخلة عبر قناة الحدث، أن القوات المسلحة السودانية حققت اليوم إنجازها رقم (270) بعد صدها هجومًا شنته ميليشيا الدعم السريع فجر اليوم على مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن الجيش ما زال متمركزًا داخل المدينة ولم يغادرها مطلقًا.
وأكد أن ما تروج له الميليشيا من مقاطع فيديو وصور تزعم سيطرتها على مقر الفرقة السادسة بالفاشر عارٍ من الصحة تمامًا، لافتًا إلى أن عناصرها تسللت إلى بعض المواقع وقامت بتصوير مقاطع محدودة بغرض تحقيق "سبق إعلامي" فقط، ثم انسحبت سريعًا.
وأضاف أن مدينة الفاشر كبيرة وتضم مواقع عسكرية متعددة تابعة للقوات المسلحة والقوات المشتركة، مؤكدًا أن الجيش لا يمكن أن يتخلى عن المدينة بأي حال من الأحوال.
وأشار المصدر إلى أن الجيش يقاتل الآن في محيط مقر الفرقة السادسة، وأن القوات ما زالت في مواقعها، مضيفًا: "لقد أجريت بنفسي اتصالات مع ضباط داخل الفاشر، وأكدوا لي استمرار وجود القوات المسلحة هناك، وأن الاشتباكات ما زالت تدور في محيط المقر وليس داخله.
ميليشيا الدعم السريع تسعى للتأثير على المشهد السياسي والإعلامي
ونوّه إلى أن ميليشيا الدعم السريع سارعت بنشر تلك المواد المصوّرة في محاولة للتأثير على المشهد السياسي والإعلامي، خاصة مع ما يُثار عن مشاورات تجري في واشنطن ومفاوضات مرتقبة، مبينًا أن الميليشيا تسعى لتحسين شروطها عبر الحرب الإعلامية بعد فشلها ميدانيًا.
وتابع موضحًا أن الواقع على الأرض يختلف تمامًا عما تروج له الميليشيا، إذ لا توجد مفاوضات مباشرة بين القوات المسلحة وأي طرف آخر، وأن الهدف من بث هذه الفيديوهات هو إيهام المجتمع الدولي بقدرة الميليشيا على السيطرة الميدانية.
وأكد أن ميليشيا الدعم السريع ليست ندًا للقوات المسلحة، قائلًا: “يجب أن يعلم العالم كله أن هذه الميليشيا تمردت على الدولة، ولا تملك مشروعًا وطنيًا، بل تتبنى مشروعًا فوضويًا مدعومًا من الخارج لتنفيذ أجندات خارجية”.
وأضاف أن القوات المسلحة تظل صامدة في مواقعها، وأن المواطنين الشرفاء في مدينة الفاشر يواصلون صمودهم رغم الحصار المفروض منذ نحو عامين، مشددًا على أن الجيش السوداني والقوات المشتركة لن يتزحزحوا عن مواقعهم ولن يفرطوا في المدينة بأي حال من الأحوال.



