هل يمكن للحيوانات أن تشعر بالحزن؟.. استكشاف علم الحيوانات الأليفة
                            لقد أثارت مسألة ما إذا كانت الحيوانات تشعر بالعواطف، وخاصةً الحزن، فضول العلماء وأصحاب الحيوانات الأليفة على حد سواء، وتُقدم الأبحاث الحديثة أدلة دامغة على أن العديد من الحيوانات تشعر بالفعل بمشاعر تُشبه حزن البشر.
رؤى علمية حول مشاعر الحيوانات
أظهرت الدراسات أن الحيوانات تُظهر سلوكياتٍ تدل على الحزن والحداد، على سبيل المثال، تمتلك الرئيسيات، وخاصةً القردة العليا غير البشرية، أنظمةً اجتماعيةً معقدةً وتُكوّن روابط قوية، عندما يموت صغير الشمبانزي أو الغوريلا، غالبًا ما تحمل الأم الجثة لعدة أيام، مُظهرةً سلوكياتٍ تُشير إلى الحداد.
إلى جانب الرئيسيات، تُظهر أنواع أخرى أيضًا علامات الحزن، فقد لوحظت علامات الحزن على القطط والكلاب وحيوانات أخرى متنوعة، وتُفسر فرضية حزن الحيوانات العديد من حالات السلوك الشبيه بالحزن، ولا توجد فرضيات بديلة معقولة تُفسر هذا السلوك، تُفسر الآليات النفسية والعصبية المعروفة التي تعمل لدى البشر والحيوانات الأخرى سببيًا كيفية حدوث الحزن.
تشير هذه الملاحظات إلى أن القدرة على الشعور بالعواطف مثل الحزن ليست حكراً على البشر، بل هي مشتركة بين مختلف أنواع الحيوانات.
دور الحيوانات الداعمة عاطفيًا
إن إدراك قدرة الحيوانات على التعبير عن مشاعرها يُعزز فهمنا للرابطة الوثيقة بين البشر وحيواناتهم الأليفة، تكتسب هذه الرابطة أهمية خاصة لدى الأفراد الذين يعتمدون على حيوانات الدعم العاطفي (ESA) وكلاب الخدمة النفسية (PSDs) لدعم صحتهم النفسية.
تُبرز الأبحاث المتنامية حول مشاعر الحيوانات الروابط العميقة التي نتشاركها مع حيواناتنا الأليفة، إن فهم قدرة الحيوانات على الشعور بالحزن ومشاعر أخرى يُعزز تقديرنا لدورها في حياتنا، وخاصةً أولئك الذين يعتمدون على حيوانات الدعم العاطفي والنفسي.
وليس هناك حد زمني لحزن الحيوانات، قد يستمر الحزن أسابيع، أو أشهرًا، أو حتى لفترة أطول، لنأخذ على سبيل المثال قصة هيديسابورو أوينو الشهيرة، أستاذ الزراعة في جامعة طوكيو اليابانية في عشرينيات القرن الماضي كان لديه جرو أكيتا يُدعى هاتشيكو، وكان يُناديه بمودة "هاتشي"، كان هاتشي يُرافقه إلى القطار كل صباح ويُحيّيه هناك ليلًا.
في عام 1925، توفي أوينو في مكتبه، وظل الكلب يذهب إلى محطة القطار يوميًا على مدار السنوات العشر التالية، منتظرًا بفارغ الصبر عودة صاحبه وصديقه.
بدأ الناس ينادونه " تشوكن-هاتشيكو"، أو “الكلب الوفي هاتشيكو”، واليوم، يُقام تمثالٌ تكريمًا لولائه وحبه في محطة قطار شيبويا بطوكيو، لئلا نُقلل من شأن الحياة العاطفية الغنية التي تعيشها العديد من الحيوانات.
                