كرامة المرأة مصونة دينيًا وإنسانيًا.. أمين الفتوى يُوضح

استهل الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء،حديثه بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم « إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، موضحًا أن المرأة  في الإسلام تملك جسدها وشخصيتها وذمتها المالية، فالدين الحنيف أقرّ لها حق الاختيار والاحترام منذ البداية، مؤكدًا أن الشرع لم يُجز للرجل الزواج من امرأة غصبًا عنها، بل اشترط الإيجاب والقبول من الطرفين، وهو ما يعكس مكانة المرأة وكرامتها في الشريعة الإسلامية التي تساوي بينها وبين الرجل في الحقوق الإنسانية.

العلاقة بين الزوجين

وأضاف الطحان، خلال لقائه ببرنامج «الستات»، من تقديم الإعلاميتين مفيدة شيحة وسهير جودة والمذاع على شاشة «النهار»، أن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة «تملّك»، وإنما «عقد زواج» قائم على المودة والرحمة كما وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى: «وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا».

 وأوضح أن بعض المفاهيم المغلوطة المنتشرة في المجتمع حول اعتبار الزوجة ملكًا لزوجها لا أصل لها في الشرع، مشددًا على أن الزواج لا يمنح الرجل سلطة السيطرة أو الإهانة أو الإيذاء الجسدي أو اللفظي، لأن كرامة المرأة مصونة دينيًا وإنسانيًا.

التفاهم في العلاقة الزوجية

وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء أن فكرة التملك بين الزوجين موروث اجتماعي خاطئ لا يمت لتعاليم الدين بصلة، مبينًا أن كل طرف في العلاقة الزوجية له كيانه وحقوقه المستقلة، وأن الاحترام المتبادل والتفاهم هما أساس استمرار الحياة الزوجية السليمة.

وشدد على أن الإسلام حثّ الرجل على حسن المعاشرة وحفظ الكرامة، وأن الضرب أو الإهانة أو التحكم المفرط في الزوجة سلوك مرفوض شرعًا وأخلاقًا.

في سياق متصل، تواردت نصوص الفقهاء على أنه يجب على المكلف أن يتعلم حكم الله تعالى في كل ما يُقدِم عليه من أفعال من حيث الوجوب والجواز والحرمة، وذلك قبل أن يشرع فيها؛ حتى لا يقع في الإثم والمعصية من حيث لا يعلم ولا يدري، ونصُّوا على أن ذلك يشمل جميع أفعاله؛ سواء أكانت من العبادات كالصلاة والصوم، أم من المعاملات كالبيع والشراء والإجارة، أم من المناكحات.. إلخ. بل حكى بعضهم الإجماعَ على ذلك،

الإفتاء توضح: ضرورة تعلم أحكام الزواج قبل الإقدام عليه

 وهذه الدورات التأهيلية التي تنظمها الجهات الرسمية في الدولة أو غيرها وسيلة من وسائل معرفة الإنسان أحكام الزواج ومتطلباته وما يلزم عنه من حقوق وواجبات، فحسن بكل من يقبل على الزواج أن يدرك ما لها من أهمية فيسعى لحضورها ويرشد من سيشاركه الحياة الزوجية إلى حضورها أيضًا قبل الشروع في الزواج.