عاجل

أكثر من 20 عامًا خلف القضبان.. مروان البرغوثي يظهر بملامح جديدة| تفاصيل

مروان البرغوثي
مروان البرغوثي

أثار حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إمكانية الإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي لتولي إدارة قطاع غزة موجة واسعة من الجدل، بعدما ظهرت صورة حديثة للأسير البارز تكشف تغيرًا لافتًا في ملامحه بعد أكثر من 20 عامًا خلف القضبان الإسرائيلية.

صورة حديثة لمروان البرغوثي تكشف أثر السجن الطويل على ملامحه

كشفت الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن البرغوثي بملامح مختلفة كليًا، إذ ظهر نحيف الجسد، أصلع الرأس، وبلحية بيضاء غطت وجهه، في مشهد يعكس قسوة السنين وطول فترة الاعتقال.

<strong>مروان البرغوثي</strong>
مروان البرغوثي

وأعاد ظهور الصورة إلى الأذهان رحلة البرغوثي الطويلة في السجون الإسرائيلية منذ اعتقاله عام 2002، حين كان أحد أبرز قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ووجهًا سياسيًا شابًا يتمتع بكاريزما قيادية وشعبية واسعة داخل حركة فتح وخارجها.

مانديلا فلسطين

واصل الأسير الفلسطيني من داخل زنزانته التأثير في المشهد السياسي، عبر رسائل وتصريحات تعبر عن ثبات مواقفه الوطنية ودعوته الدائمة إلى الوحدة الفلسطينية، مما جعله يلقب في الأوساط الشعبية بـ "مانديلا فلسطين".

ترامب يضغط للإفراج عن مروان البرغوثي

وأثار تصريح ترامب حول احتمال الإفراج عنه تساؤلات عدة في الأوساط السياسية، خاصة أن البرغوثي يعد من الشخصيات الجامعة داخل الساحة الفلسطينية، وقد يشكل رقمًا صعبًا في أي معادلة سياسية قادمة تتعلق بإدارة غزة أو إعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني.

واستعاد الفلسطينيون بمناسبة تداول الصورة ذكريات البرغوثي الأولى قبل الأسر، حين كان رمزًا للمقاومة والحراك الشبابي، معتبرين أن الزمن غير ملامحه الجسدية لكنه لم يبدل صلابته وإيمانه بعدالة قضيته.

إسرائيل تعارض إطلاق سراح مروان البرغوثي

ويواجه إطلاق سراح مروان البرغوثي معارضة شديدة من الحكومة الإسرائيلية التي تعتبره مسؤولًا عن عمليات قُتل فيها إسرائيليون، فيما شدد ترامب على أنه سيتخذ قرارًا قريبًا بشأن هذه المسألة الحساسة التي قد ترسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة.

<strong>مروان البرغوثي</strong>
مروان البرغوثي

من هو مروان البرغوثي؟

ولد مروان البرغوثي، في قرية كوبر شمال غربي رام الله في السادس من يونيو عام 1958، ليبدأ مبكرًا رحلته في النضال الوطني الفلسطيني حين انضم إلى حركة فتح وهو في الـ15 من عمره، ومع بلوغه سن الـ18، اعتقلته القوات الإسرائيلية عام 1976، وهناك تعلم اللغة العبرية وبدأ يتعمق في فهم طبيعة الاحتلال.

نال البرغوثي عدة ألقابًا خلال مسيرته، أبرزها «عميد الأسرى» و «مانديلا فلسطين»، إذ يعد من أقدم وأشهر الأسرى الفلسطينيين، ومن الشخصيات التي تحولت إلى رمز عالمي للنضال على غرار نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.

واجه البرغوثي منذ شبابه حملات اعتقال ومطاردة متكررة، ففي عام 1984، اعتقلته سلطات الاحتلال لأسابيع عدة، ثم أعادت اعتقاله في العام التالي لأكثر من 50 يومًا، وبعدها، فرضت عليه الإقامة الجبرية قبل أن يعتقل إداريًا في أغسطس 1985، بالتزامن مع تطبيق إسرائيل سياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين.

الانتفاضة الأولى

قاد البرغوثي صفوف الانتفاضة الأولى عام 1987، مما جعله هدفًا مباشرًا للاعتقال والإبعاد، إذ رحل إلى الأردن حيث أقام 7 سنوات، قبل أن يعود إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، وبعد عامين فقط، انتخب نائبًا في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلًا عن حركة فتح، في دليل على شعبيته وشرعيته السياسية.

معتقل منذ 2002

اعتقلته إسرائيل مجددًا في 15 أبريل 2002 خلال عملية الدرع الواقي، ووجهت إليه تهمًا بتأسيس كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في عمليات مسلحة ضد الجيش والمستوطنين، ورغم نفيه هذه التهم، أدانته المحكمة المركزية في تل أبيب عام 2004 بـ5 تهم رئيسية، وحكمت عليه بـ5 مؤبدات و40 عامًا إضافية.

استمر البرغوثي في التأثير السياسي من داخل السجن، عبر رسائل ومواقف تؤكد تمسكه بحل الدولتين والمقاومة الشعبية، وكان أحد أبرز الموقعين على وثيقة الأسرى التي طالبت بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني.

<strong>مروان البرغوثي</strong>
مروان البرغوثي

تابع البرغوثي مسيرته الأكاديمية خلف القضبان، حيث نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، بعد حصوله على البكالوريوس والماجستير، كما أصدر عدة كتب منها «الوعد» و«مقاومة الاعتقال» و«ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي».

حرب غزة 2023.. حبس انفرادي وتعذيب

تدهورت أوضاعه الصحية بشكل حاد خلال حرب غزة عام 2023، إذ وضع في الحبس الانفرادي ونقل بين عدة سجون إسرائيلية بينها عوفر والرملة وأوهلاي كيدار ومجدو، وروى نجله، عرب البرغوثي، أن والده تعرض للتعذيب والإهانة الجسدية، بما في ذلك إجباره على الركوع والضرب المبرح الذي تسبب له بإصابات خطيرة.

وكشفت تقارير حقوقية أن البرغوثي نقل مرارًا بين السجون، وتعرض للضرب والسحل والحرمان من الرعاية الطبية، مما أدى إلى فقدان في الوزن وضعف في الرؤية وتدهور عام في صحته، ووصف في مايو 2024 بأنه ضعيف جسديًا ومريض بشدة نتيجة الزنازين الضيقة والظروف القاسية.

تعذيب مروان البرغوثي في سجن مجدو

وفي سبتمبر 2024، تعرض لاعتداء جديد أثناء احتجازه في سجن مجدو، نتج عنه كسور في الضلوع ونزيف في الأذن اليمنى والتهابات لم تعالَج، وهو ما أثار إدانة دولية واسعة من جماعات حقوق الإنسان التي اعتبرت ما يحدث انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف.

<strong>مروان البرغوثي</strong>
مروان البرغوثي

صفقة تبادل الأسرى

وتداولت وسائل إعلام دولية اسم البرغوثي مؤخرًا ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن الإفراج عنه لم يتم حتى الآن، وتشير بعض المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد توافق على إطلاق سراحه بشرط إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية، في خطوة قد تعيد خلط الأوراق على الساحة السياسية.

وعلى الرغم من مرور أكثر من 20 عامًا على اعتقاله، يظل مروان البرغوثي أحد أبرز رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، وصوتًا حاضرًا في وجدان الشارع الفلسطيني، يجسد صلابة الإرادة في مواجهة الأسر والوقت والسياسة.

تم نسخ الرابط