القناة 12: سيتم الإفراج عن مروان البرغوثي بداية الأسبوع القادم
ذكرت القناة العبرية "12" أن الولايات المتحدة تستعد لبحث قرار الإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، بعد طلب مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه سيتخذ قرارًا بشأن القضية مطلع الأسبوع المقبل.
ودعت فدوى البرغوثي، زوجة مروان البرغوثي، في رسالة وجهتها إلى الرئيس الأمريكي إلى دعم الإفراج عن زوجها، معتبرة أنه يمثل شريكًا حقيقيًا من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة".
وقالت في بيان لمجلة تايم: "السيد الرئيس، هناك شريك حقيقي بانتظارك شخص يمكنه أن يساعد في تحقيق الحلم المشترك بسلام عادل ودائم في المنطقة من أجل حرية الشعب الفلسطيني وسلام الأجيال القادمة، ساعد في الإفراج عن مروان البرغوثي.

ترامب: سأتخذ قرار بالإفراج عن مروان البرغوثي
وجاءت رسالتها عقب مقابلة لترامب مع مجلة تايم، قال فيها إنه لم يتخذ قرارًا بعد بشأن الإفراج عن البرغوثي، مضيفًا: "سُئلت هذا السؤال قبل نحو 15 دقيقة من مكالمتكم، وكان هذا سؤالي لهذا اليوم، لذا سأتخذ قرارًا قريبًا."
وتشير تقارير إعلامية إلى أن حركة حماس كانت قد أصرت في مفاوضات سابقة على إدراج اسم البرغوثي ضمن قوائم الأسرى المفرج عنهم وفق مقترحات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن إسرائيل استبعدته من القائمة.
ويحتجز مروان البرغوثي في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، بعد اعتقاله خلال عملية "الدرع الواقي"، حيث اتهمته إسرائيل بتأسيس "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح، وهو ما نفاه مرارًا.
وفي المقابلة ذاتها، ألمح ترامب إلى أنه لم يحسم رؤيته بعد لمستقبل القيادة الفلسطينية بعد الحرب على غزة، قائلاً: "كنت دائمًا على وفاق مع محمود عباس، وجدته معقولًا، لكنه على الأرجح ليس كذلك الآن، والفلسطينيون لا يملكون زعيمًا حقيقيًا في الوقت الراهن."
وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعًا، وأعادت إلى الواجهة اسم البرغوثي الذي ينظر إليه داخل فلسطين باعتباره أبرز المرشحين المحتملين لقيادة المرحلة المقبلة، ويلقب بـ"مانديلا الفلسطيني" لما يتمتع به من شعبية واسعة ورمز للمقاومة والوحدة الوطنية.

من هو مروان البرغوثي
ولد مروان البرغوثي في السادس من يونيو عام 1959 بقرية كوبر قرب رام الله في الضفة الغربية، وهو واحد من سبعة أبناء لعامل يدوي. شهد في طفولته احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، وهو الحدث الذي شكّل وعيه السياسي المبكر.
انضم إلى حركة فتح في سن صغيرة، واعتُقل لأول مرة وهو في الثامنة عشرة، حيث تعرض للتعذيب على أيدي المحققين الإسرائيليين، وبعد إطلاق سراحه عام 1983، التحق بجامعة بيرزيت لدراسة التاريخ والعلوم السياسية، وأصبح من أبرز القيادات الطلابية في الحركة الوطنية.
واعتقل مرات عدة قبل أن تبعده إسرائيل إلى الأردن عام 1987 قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى، حيث عمل على حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، قبل أن يعود إلى الضفة الغربية عام 1993 عقب توقيع اتفاقيات أوسلو.
بعد عودته، أصبح من المقربين إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبرز كأحد قيادات الجيل الشاب في حركة فتح. ومع انهيار عملية السلام وتصاعد الاستيطان، دعا إلى مقاومة الاحتلال ميدانيًا، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، أصبح من أبرز قادتها السياسيين والعسكريين.
في عام 2002، وبعد عدة محاولات اغتيال فاشلة، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحكمت عليه بخمس مؤبدات وأربعين عامًا إضافية بتهمة المسؤولية عن هجمات أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين.
الأسير الذي تخشاه إسرائيل
منذ سجنه، تحول البرغوثي إلى رمز للوحدة الوطنية الفلسطينية. وبعد وفاة ياسر عرفات عام 2004، اعتبره كثيرون الوريث الطبيعي لقيادته رغم وجوده خلف القضبان، حيث يقبع البرغوثي في سجون إسرائيلية شديدة الحراسة، وتعرض لفترات طويلة من الحبس الانفرادي، من بينها ثلاث سنوات متواصلة.
ورغم ظروفه القاسية، واصل نشاطه الفكري، وتمكن عام 2010 من الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، بعد أن هرّب محاميه أطروحته صفحة بصفحة من داخل السجن.
وفي عام 2017، قاد إضرابًا جماعيًا عن الطعام شارك فيه أكثر من ألف أسير فلسطيني احتجاجًا على الانتهاكات داخل السجون الإسرائيلية، إلا أن أوضاعه الصحية تدهورت بشكل حاد بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث جرى تقليص حصص الطعام والماء له، ما أدى إلى فقدانه نحو عشرة كيلوجرامات من وزنه.
وفي أغسطس 2025، أثار مقطع مصور لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو يهدد البرغوثي داخل زنزانته، موجة استنكار دولية، وبعد أسابيع، نقل إلى سجن آخر إثر تعرضه للضرب المبرح وفقدانه الوعي على أيدي الحراس.



