مولد الدسوقي 2025.. الصوفية تبدأ احتفالات مولد القطب الصوفي في أجواء روحانية
تبدأ الطرق الصوفية اليوم الجمعة 24 أكتوبر 2025م، احتفالاتها السنوية بمولد القطب الصوفي الكبيرالسيد إبراهيم الدسوقي، بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، والتي تستمر حتى الجمعة 31 أكتوبر الجاري، وسط استعدادات مكثفة من الجهات الدينية والأمنية والتنفيذية لاستقبال مئات الآلاف من الزائرين من مختلف محافظات مصر وعدد من الدول العربية والإسلامية.
من أكبر الموالد الدينية في مصر
ويعد مولد سيدي إبراهيم الدسوقي واحداً من أكبرالموالد الدينية في مصر بعد مولدي البدوي والحسين، حيث تتحول مدينة دسوق خلال أيام الاحتفال إلى ساحة روحانية تموج بالأنوار والمدائح والأذكار، وتقام حلقات الذكر الصوفية داخل المسجد الدسوقي وساحاته، وتشارك فيه مختلف الطرق الصوفية في مواكب روحية تعكس عمق الانتماء للتراث الصوفي الأصيل.
حفيد أبي الفتح الواسطي خليفة الطريقة الرفاعية
هو إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد الدسوقي (653هـ/1255م - 696هـ/1296م)، إمام صوفي سني مصري، وآخر أقطاب الولاية الأربعة في التراث الصوفي، ومنه تنحدر الطريقة الدسوقية. لقّب نفسه بـ«الدسوقي» نسبة إلى مدينة دسوق التي نشأ وعاش فيها حتى وفاته، ولقّبه مريدوه بـ«برهان الدين» و«أبي العينين».
ينحدر نسبه من جهة أبيه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أما من جهة أمه فهو حفيد أبي الفتح الواسطي خليفة الطريقة الرفاعية في مصر، ومن كبار شيوخ التصوف الذين تتلمذ على أيديهم عدد من الأعلام، منهم أبو الحسن الشاذلي. وقد جمع الدسوقي بين التصوف العملي الشرعي والفكر الروحي المتعمق، وكان من القائلين بالحقيقة المحمدية ووحدة الشهود، كما تولى منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري.
نسبه الشريف
أجمع علماء الأنساب والمؤرخون على اتصال نسب القطب الدسوقي بالإمام الحسين بن علي، فهو:
إبراهيم الدسوقي بن عبد العزيز أبو المجد بن قريش بن محمد المختار بن محمد أبو النجا بن علي زين العابدين بن عبد الخالق بن محمد أبو الطيب بن عبد الله محمد الكاتم بن عبد الخالق بن أبو القاسم جعفر الزكي بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد ﷺ.
مولده وكراماته
وُلد القطب الدسوقي – على أرجح الأقوال – في 30 شعبان عام 653هـ بمدينة دسوق في عهد السلطان المعز عز الدين أيبك. وتشير الروايات إلى أن أولى كراماته ظهرت في طفولته، حين امتنع عن الرضاع نهاراً في يوم شك بين شعبان ورمضان، فعدّ ذلك دليلاً على صيامه في المهد، وهي الكرامة التي أوردها بنفسه في كتابه الحقائق.
طريقته وانتشارها
أسّس الإمام إبراهيم الدسوقي طريقته الخاصة التي امتازت بالالتزام بالشريعة والتزكية الروحية، وبرزت منها عدة فروع لاحقاً، مثل البرهامية، والشهاوية البرهامية، والدسوقية المحمدية، كما انتشرت طريقته في مصر والسودان وبعض الدول الأوروبية، وكان لها أثر بارز في الحفاظ على النهج الصوفي الوسطي الذي يجمع بين العلم والعمل.
ملتقى روحي وموسم دعوي
تحوّل مولد القطب الدسوقي إلى ملتقى روحاني ودعوي يجمع بين الذكر والقرآن والدروس الدينية، ويشارك فيه آلاف المشايخ والعلماء من مختلف الطرق، إلى جانب المؤسسات الدينية الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الأوقاف المصرية.
وخلال أيام المولد، تتزين شوارع دسوق بالأعلام والأنوار، وتقام الأمسيات الدينية والمدائح النبوية، فيما تخصص وزارة الأوقاف عدداً من العلماء والدعاة لإلقاء الدروس الوعظية التي تركز على قيم المحبة والتسامح والوحدة الوطنية.
ويستقبل مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي أكثر من مليون زائر سنوياً في موسم المولد، ما يجعل المدينة من أهم المقاصد الدينية في مصر والعالم الإسلامي، كما ساهمت مكانة القطب الدسوقي في انضمام مدينة دسوق إلى منظمة العواصم والمدن الإسلامية.
رمزية الاسم
اختار الدسوقي لنفسه لقب «الدسوقي» نسبة إلى مدينته التي اشتُق اسمها من اللفظ العربي «دسق»، ويعني امتلاء الحوض بالماء حتى يفيض، في إشارة رمزية إلى فيض العلم والنور الذي غمر به القطب الدسوقي قلوب محبيه ومريديه.



