عاجل

أيمن أبو عمر: العنف الخارجي انعكاس لأسلوب الأسرة في تربية الأبناء

أيمن أبو عمر
أيمن أبو عمر

قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن العنف الذي نراه في المجتمع ما هو إلا انعكاس للعنف الداخلي داخل الأسرة، موضحًا أن “فاقد الشيء لا يعطيه، فمن لم يشبع بالحب والحنان داخل بيته، لن يستطيع أن يخرجه للناس”.

منبر الجمعة

وأوضح أبو عمر ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الطفل الذي يتربى على القسوة والعنف ينشأ بنموذج مشوه للعلاقات الإنسانية، فيمارس نفس القسوة التي تلقاها على من حوله، قائلًا: “لو والدي بيعاملني بعنف وشدة، أنا ده النموذج اللي شفته، وهطلع أطبقه مع الناس ومع الكون اللي عايش فيه”.

وعي الآباء

وأضاف أيمن أبو عمر أن العنف لا يكون بالضرب فقط،,بل قد يكون نفسيًا من خلال القسوة في الكلمة أو الإهمال أو التقليل من شأن الأبناء دون وعي من الوالدين، مما يترك آثارًا نفسية عميقة، مؤكدًا أن “الطفل الذي يُكسر بالأسلوب القاسي يخرج للمجتمع بطاقة سلبية، قد تظهر في سلوكيات عدوانية أو تخريبية”.

وأشارالدكتور أيمن إلى أن الذكاء في التربية يكمن في الرفق والتقدير، موضحا: “من الذكاء إنك تكبر ابنك، تديله مساحته، وتحسسه إنه إنسان له قدر وقيمة، لأنك لو كبرته في التعامل، هيكون كبير في التعامل بره البيت”.

ونوه بأن العنف داخل البيوت لا يُنتج إلا عنفًا خارجيًا في الشوارع والمدارس والمجتمع، وأن بناء جيل سوي يبدأ من بيت تسوده الرحمة والحوار والاحترام.


https://youtu.be/31nuvdSGaWQ?si=9wbDaf9b1H7RxQdA

وعن قضية الحفاظ على البيئة ,قال الدكتور أيمن أبو عمرببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، إن التعامل مع البيئة في الإسلام يجب أن يكون بمنطلق روحاني وليس ماديًا، فكل ما في الكون من حولنا له شعور وإحساس، مستشهدًا بما ورد عن النبي ﷺ حين قال عن جبل أحد: "أُحد جبل يحبنا ونحبه"، وكذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن جذع النخلة الذي بكى حنينًا إلى رسول الله ﷺ عندما تركه وصعد المنبر، مؤكدًا أن هذه النصوص تكشف أن للكون مشاعر ينبغي أن تُراعى.

وأوضح أن الإنسان يعيش في رحم البيئة كما عاش في رحم أمه، فالبيئة تحتويه وتؤثر على صحته ونفسيته ومعيشته، ولهذا فإن نظافة البيئة وتنظيمها ينعكسان على راحة الإنسان وسلامه النفسي.


وأضاف أن الإسلام حمّل الإنسان أمانة الإعمار والإصلاح في الأرض، مستدلًا بقوله تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، وقوله سبحانه: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.

وأشار إلى أن صلاح الإنسان مرتبط بصلاح البيئة، وفسادها دليل على فساد سلوك البشر، مستشهدًا بقوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}.

وأكد أن الإسلام لا ينظر إلى البيئة كموارد مادية فحسب، بل كأمانة إلهية ومسؤولية شرعية، وأن حماية البيئة ليست عملاً ترفيهيًا بل واجبًا دينيًا يعبر عن شكر نعمة الله وحسن الاستخلاف في الأرض.

تم نسخ الرابط