أحمد نبوي: الاعتداء على البيئة خروج عن نظام الله في الكون
حذر الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة استمرار الاعتداء على البيئة والتعدي على النظام الكوني الذي أوجده الله تعالى، مؤكدًا أن ما يشهده العالم اليوم من تغيرات مناخية، وحرائق غابات، وتصحر، وتلوث إنما هو نتيجة مباشرة لتصرفات الإنسان الخاطئة وتدخله غير الرشيد في سنن الله في الكون.
منبر الجمعة
وقال الدكتور أحمد نبوي، خلال لقائه ببرنامج "منبر الجمعة" المذاع على قناة الناس مساء الخميس، إن الله سبحانه وتعالى خلق الكون بنظام دقيق ومحكم يسير وفق توازن وتقدير، وإن أي عبث أو تجاوز لهذا النظام يؤدي إلى اختلال المنظومة الكونية وظهور نتائج مدمرة، مشيرًا إلى أن ما يصفه البعض بـ«غضب الطبيعة» هو في حقيقته انعكاس لتعدي الإنسان على حدود الله في الأرض.
التوازن البيئي
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر أن الإنسان يتحمل جانبًا كبيرًا من المسؤولية عما يحدث من أزمات بيئية متتالية، نتيجة استنزاف الموارد الطبيعية، والإسراف في استخدام الطاقة، والإهمال في التعامل مع البيئة المحيطة، لافتًا إلى أن هذه الممارسات الخاطئة تساهم في اضطراب التوازن البيئي الذي أراده الله تعالى لحياة الإنسان واستقراره.
الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي وإنساني
وأضاف الدكتورأحمد نبوي أن بعض الكوارث الطبيعية قد تكون ابتلاءً إلهيا وقدريا لحكمة يعلمها الله، إلا أن الجزء الأكبر منها هو نتيجة مباشرة لسوء تعامل البشر مع الكون، مؤكدًا أن الحفاظ على البيئة ليس ترفا أو خيارا ثانويا، بل واجب ديني وأخلاقي وإنساني، يعبر عن عمق الإيمان وحقيقة العبادة في الإسلام.
الإحسان في التعامل مع البيئة
وشدد “نبوي”على أن الإحسان في التعامل مع البيئة هو صورة من صور العبادة، لأن الله تعالى أمر الإنسان بالإعمار لا الإفساد، مستشهدًا بقوله سبحانه: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعدَ إِصْلَاحِهَا". ودعا إلى ضرورة نشر الوعي البيئي في المجتمع، خاصة بين النشء والشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية في بناء مستقبل أكثر استدامة ورحمة بالكون وما فيه.
و أكد الدكتور أحمد نبوي أن احترام البيئة يبدأ من التفاصيل اليومية البسيطة، مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وعدم إلقاء المخلفات في الطرقات، وعدم الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية، لأن كل مكون من مكونات الحياة هو أمانة من الله يجب صونها والمحافظة عليها، تنفيذًا لقوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ...".



