خبير اقتصادي: القمة المصرية الأوروبية نقلة نوعية سياسيا واقتصاديا

قال الدكتور محسن السلاموني، أستاذ الاقتصاد بجامعة لندن، إن القمة المصرية الأوروبية في بروكسل تمثل تطورًا تاريخيًا مهمًا في مسار العلاقات بين القاهرة والاتحاد الأوروبي، ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما الاقتصادي أيضًا، مشيرًا إلى أن مذكرة التفاهم الجديدة بقيمة 4 مليارات يورو ضمن آلية مساندة الاقتصاد الكلي تُعد خطوة جوهرية نحو دعم استقرار الاقتصاد المصري في ظل التحديات المالية العالمية. 

الاتحاد الأوروبي ينظر لمصر كشريك استراتيجي

وأضاف السلاموني، خلال مداخلة عبر "زوم" في برنامج "مال وأعمال" على قناة إكسترا نيوز مع الإعلامية إنجي طاهر، أن هذه المذكرة تأتي استكمالًا لحزمة التمويلات الأوروبية التي أُقرت في مارس الماضي بقيمة 7.4 مليار يورو، والتي تستهدف تعزيز التنمية والإصلاحات الهيكلية في مصر، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي بات ينظر إلى مصر كشريك استراتيجي موثوق يمكن الاعتماد عليه في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، خاصة مع بحث أوروبا عن أسواق جديدة ومراكز إنتاج بديلة بعد تباطؤ النمو وارتفاع تكاليف الطاقة داخل القارة.

 وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن مصر تملك مقومات قوية تجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الأوروبية، أبرزها الاستقرار الأمني والسياسي، وتوافر البنية التحتية المتطورة، وسهولة حركة رؤوس الأموال، إلى جانب موقعها الجغرافي المتميز الذي يجعلها حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا.

قطاعات الطاقة الخضراء

وأكد أستاذ الاقتصاد أن الاتفاقيات الموقعة خلال المنتدى الاقتصادي المصاحب للزيارة ستسهم في فتح مجالات تعاون جديدة في قطاعات الطاقة الخضراء، والابتكار التكنولوجي، والتمويل متناهي الصغر، فضلًا عن دعم مشروعات الصحة والتعليم، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتقوية شراكته مع مصر باعتبارها سوقًا واعدة تتمتع بموارد بشرية مؤهلة وموقع جغرافي محوري، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة في الاستثمارات الأوروبية في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، بما يحقق مصالح متبادلة ويعزز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.

وفي سياق متصل قال السفير وائل حامد، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، إن القمة المصرية الأوروبية الأخيرة جاءت لتتوج سلسلة من التطورات الإيجابية والتواصل المستمر بين القاهرة والاتحاد الأوروبي، خاصة في المجال الاقتصادي الذي يشهد نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.