عاجل

انهيار أسرة شهيد الشهامة.. وفاة شاب أثناء إطفاء حريق بشط الملح

جانب من الجنازة
جانب من الجنازة

خيّم الحزن على محافظة دمياط عقب وفاة الشاب خالد عبد الرحمن، الذي لقي مصرعه مساء أمس أثناء محاولته إخماد حريق اندلع في منطقة شط الملح، بعدما انهار عليه جزء من سور المكان أثناء مساعدته في إطفاء النيران، في واقعة جسّدت أسمى معاني الشهامة والرجولة.

بدأت تفاصيل الحادث عندما اندلع حريق مفاجئ في أحد المخازن بشط الملح، فسارع خالد، وهو شاب في الثلاثينات من عمره، لمساندة الأهالي في السيطرة على النيران ومنع امتدادها للمنازل المجاورة. وأثناء محاولاته البطولية للسيطرة على الحريق، انهار عليه السور الحديدي، ما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى دمياط التخصصي، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.

الفقيد كان معروفًا بين جيرانه بخلقه الطيب وروحه المعطاءة، إذ لم يتردد لحظة في نجدة الآخرين، ليلقى حتفه وهو يؤدي واجبًا إنسانيًا تجاه منطقته. وقد ترك أربعة أطفال وزوجة مكلومة يلفّهما الحزن بعد فقدان عائل الأسرة ومصدر رزقها الوحيد.

و قالت والدة خالد لـ نيوز رووم: «ابني اتربى على الشهامة والجدعنة، أول ما سمع إن في نار جري يساعد الناس، ما فكرش في نفسه»، فيما أضافت زوجته بصوت باكٍ: «كان دايمًا يقول لينا نساعد الناس، وفعلاً مات وهو بيساعد».

وشيّع المئات من أهالي دمياط جثمانه في جنازة مهيبة، وسط حالة من الانكسار و البكاء، وأُقيم العزاء حاليًا في إحدى القرى التابعة لمركز كفر البطيخ، حيث يتوافد الأهالي لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد، التي فقدت الأب والسند في لحظة مأساوية لن تُنسى.

و طالب الأهالي بتكريم اسم خالد رسميًا، و اعتباره شهيد شهامة لما قدمه من تضحية وبطولة، مشيرين إلى ضرورة دعم أسرته والوقوف بجانبها في هذه المحنة الصعبة، خاصة أنه ترك أبناء صغار بلا عائل أو مصدر دخل.

و أكد عدد من أبناء منطقته أن خالد كان رمزًا للأخلاق والكرم، لا يتأخر عن خدمة أحد، وأن رحيله المفاجئ ترك أثرًا بالغًا في قلوب الجميع، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة دمياط كأحد أبنائها المخلصين الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل الآخرين.

تم نسخ الرابط