دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تستغل التهدئة لفرض شروط سياسية وأمنية على غزة

أكد السفير ممدوح جبر، مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، أن اتفاق الهدنة في قطاع غزة بات هشًّا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، موضحًا أن تبادل الاتهامات اليومية بين حركة حماس وإسرائيل يعكس مدى تعقيد المشهدين السياسي والإنساني في القطاع.
وقال جبر، خلال لقائه مع الإعلامية هاجر جلال في برنامج منتصف النهار المذاع عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن الخروقات الإسرائيلية المستمرة للاتفاق والتي تجاوزت 40 خرقًا أمنيًا تنذر بانهيار الهدنة في أي لحظة، لاسيما مع تدهور الأوضاع المعيشية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
استغلال التهدئة لفرض الشروط
وأوضح جبر أن إسرائيل تحاول استغلال فترة التهدئة الحالية لفرض شروط سياسية وأمنية تخدم مصالحها على المدى الطويل، من بينها نزع سلاح الفصائل وضمان أمنها طويل الأمد واستعادة جثامين جنودها داخل غزة.
وحذر من أن هذه المطالب تُفرِغ الاتفاق من مضمونه الإنساني والسياسي، لافتا إلى أن تل أبيب تمتلك معلومات دقيقة عن أماكن الجثامين، لكنها تستخدم هذا الملف كورقة ضغط على حركة حماس لانتزاع مكاسب تفاوضية.
أجندة اليمين المتطرف
وشدد جبر على أن ما يجري ليس سوى محاولة إسرائيلية لإبقاء القطاع في حالة توتر دائم تخدم أجندة اليمين المتطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن هذا النهج يُبقِي المنطقة على صفيح ساخن ويعزز الانقسام الداخلي الفلسطيني.
وكشف أن دخول قوافل المساعدات عبر معبر رفح لا يعني أن الوضع مستقر، فالأزمة أعمق من مجرد معونات غذائية أو طبية، بل ترتبط بمدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتنفيذ بنود الاتفاق.
قلق أمريكي وتحركات دبلوماسية
وتحدث جبر عن قلق الإدارة الأمريكية من احتمال انهيار الهدنة، موضحًا أن وصول مبعوثين أمريكيين مثل جاريد كوشنير وويتكوف وفانس إلى المنطقة يعكس محاولة واشنطن احتواء الموقف، خصوصًا في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها بسبب موقفها المنحاز لإسرائيل.
حرب نفسية منظمة
واختتم السفير الفلسطيني الأسبق حديثه بالإشارة إلى أن إسرائيل تشن حملة دعائية وحربًا نفسية منظمة عبر وحدة سيكولوجية متخصصة في بث الإشاعات والتلاعب بالرأي العام العربي، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إضعاف التعاطف الدولي مع الفلسطينيين وتبرير الممارسات الإسرائيلية في غزة.