عاجل

بعد تصعيد الاحتلال.. هل اتفاق غزة في خطر؟.. خبراء يجيبون

هل اتفاق غزة في خطر
هل اتفاق غزة في خطر

لم تمضِ أيام على اتفاق شرم الشيخ الذي حمل آمالًا بتهدئة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حتى عاد جيش الاحتلال للتصعيد من جديد في قطاع غزة، في خرق واضح لبنود التفاهمات التي دعت إلى وقف إطلاق النار وتثبيت الهدوء.

تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي

فمع ساعات الفجر الأولى، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، مما أعاد مشاهد الدمار والهلع إلى شوارع غزة التي لم تلتقط أنفاسها بعد.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تؤكد فيه الفصائل الفلسطينية أن الاحتلال يختبر صبر المقاومة، بينما تحذر أطراف دولية من أن استمرار القصف قد يُفشل الجهود السياسية التي خرجت من قمة شرم الشيخ لإنهاء دوامة العنف.

هل اتفاق غزة في خطر؟

وفي التقرير التالي يرصد لكم موقع "نيوز رووم"، موقف اتفاق السلام بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بشأن قطاع غزة وخاصة بعد التصعيد الأخير من جيش الاحتلال:

اتفاق السلام بين حماس والاحتلال

أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ، والذي يهدف لإنهاء الحرب في قطاع غزة، لن يفشل بسهولة، محذرًا من العقبات والتحديات المتوقعة.

الرغبة الأمريكية في تجنب تصعيد جديد

وأضاف سلامة في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم"، أن الاتفاق، رغم أهميته، قد يشهد بعض "الخرقات" من الجانب الإسرائيلي، معتبرًا أن رد الفعل الأمريكي يؤكد هذا التوقع، حيث أن الدعوة الأمريكية بضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي على خروقات حماس "منضبطًا ودون العودة إلى الحرب" تحمل دلالات عميقة، وأنه يجب قراءتها في سياقها الصحيح لافتا إلى أن "هذه العبارة تعكس الرغبة الأمريكية في تجنب تصعيد جديد، لكنها في الوقت نفسه لا تحرم الاحتلال من الحق في الدفاع عن نفسه، في إطار محدد".

العراقيل المتوقعة والتحديات:

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن القوة الدولية والدول الضامنة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لن تسمح بتكرار "حرب إبادة" جديدة، وهو ما يضع سقفًا للتحركات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن "هناك عراقيل مصاحبة لذلك"، مثل إغلاق معبر رفح بشكل متقطع وتعطيل إدخال المساعدات، مما يمثل ضغوطًا على الأوضاع الإنسانية، ويهدد استقرار الاتفاق.

وتابع الدكتور حسن سلامة حديثه بالقول إن "العبرة في النهاية هي تحقيق النتيجة المرجوة"، مشددًا على أن هذه النتيجة تتمثل في:

إدارة غزة: أن يتولى الفلسطينيون إدارة قطاع غزة بشكل كامل.

نزع سلاح حماس: أن يتم نزع سلاح حركة حماس، وفقًا لما هو متوقع من الاتفاق.

دور القوة الدولية: أن يتم إدخال قوة دولية لعملية تحقيق الاستقرار ومراقبة تنفيذ بنود الاتفاق.

الدبلوماسية العاجلة ومسار إعادة الإعمار

وفي ختام تحليله، أكد الدكتور سلامة على أهمية عنصر الوقت، وقال: "يجب اختصار الوقت مع إعادة الإعمار، بالتزامن مع المناقشات السياسية، لاكتساب الوقت الكافي وتجنب الغرق في التفاصيل". واعتبر أن هذا التزامن هو السبيل الوحيد لإنجاح المخطط والوصول إلى الاستقرار المنشود.

أعرب عمرو حسين، الكاتب والمحلل السياسي، عن قلقه البالغ تجاه الخروقات الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه التحركات الميدانية تمثل انتهاكًا صريحًا لبنود "اتفاق شرم الشيخ"، الذي جاء ثمرة جهود مصرية مكثفة لضمان وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ نحو مرحلة استقرار دائم في القطاع.

الخروقات المتكررة تضعف من مصداقية الجانب الإسرائيلي

وأضاف حسين، أن تلك الخروقات الإسرائيلية المتكررة تُضعف من مصداقية الجانب الإسرائيلي أمام الوسطاء الدوليين، وتعرقل الجهود المصرية المستمرة لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تركز على إعادة الإعمار وبدء الحوار السياسي الفلسطيني الداخلي، تمهيدًا لمرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي.

وأشار المحلل السياسي إلى أن زيارة وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، بالتزامن مع وصول المبعوث الأمريكي ويتكوف، تحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية، إذ تؤكد الثقة في الدور المصري كوسيط رئيسي وقناة تواصل آمنة بين جميع الأطراف، كما تُظهر أن القاهرة أصبحت مركز الثقل في إدارة المشهد الفلسطيني الإسرائيلي، بما تمتلكه من أدوات تأثير وعلاقات متوازنة مع مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين.

وقف التصعيد الميداني وتثبيت الهدوء على الأرض

وأضاف أن هذه الزيارات المتزامنة تعكس رغبة الأطراف في الحفاظ على زخم اتفاق شرم الشيخ، وإيجاد حلول عملية لوقف التصعيد الميداني وتثبيت الهدوء على الأرض، مشيرًا إلى أن التحرك المصري المتوازن بين الأطراف هو الضمانة الوحيدة لبقاء الاتفاق حيًا وقابلًا للتطبيق.

وأكد عمرو حسين أن القاهرة لن تسمح بانهيار اتفاق شرم الشيخ، وأنها ستتحرك على المستويين الإقليمي والدولي لضمان التزام جميع الأطراف ببنوده، حفاظًا على ما تحقق من إنجازات سياسية وأمنية، وترسيخًا لدورها كـ ضامن رئيسي لاستقرار المنطقة وسلامه.

تم نسخ الرابط