ما حكم كشف وجه الميت وتقبيله والبكاء عليه؟.. اعرف آراء الفقهاء

ما حكم كشف وجه الميت وتقبيله والبكاء عليه؟، سؤال أجابه الدكتور محمد الرملاوي الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث يجوز لأهل الميت وأصدقائه وغيرهم الكشف عن وجه الميت وتقبيله وتوديعه، كما يجوز البكاء عليه مدة ثلاثة أيام، مع ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك.
ما حكم كشف وجه الميت وتقبيله والبكاء عليه؟
عند الحنفية: جاء في نور الإيضاح: " ولا بأس بتقبيل الميت".
وعند المالكية: جاء في النوادر والزيادات: " قال ابن حبيب: ولا بأس بتقبيل الميت".
وعند الشافعية: جاء في المجموع للنووي: " يجوز لأهل الميت وأصدقائه تقبيل وجهه، ثبتت فيه الأحاديث".
وعند الحنبلية: جاء في الروض المرْبِع: " ولا بأس بتقبيله والنظر إليه ولو بعد تكفينه".
والدليل على ذلك:
ما ثبت في السنة النبوية من آثار صحيحة، منها:
ما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لما قُتل أبي جَعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي، فنهوني، والنبي ﷺ لا ينهاني، فأُمر به النبي ﷺ فرُفع، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي ﷺ: " تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ".
وما ورد عن عائشة - رضي الله عنها -: أن أبا بكر - رضي الله عنه - كشف وجه النبي ﷺ بعدما تُوفي، فقبَّله بين عينيه ثم بكى، وقال: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله، طِبت حيًّا وميتًا".
وكذلك ما جاء: أن النبي ﷺ دخل على عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - بعد وفاته، فكشف عن وجهه، ثم أكبَّ عليه، فقبّله وبكى، حتى رأيت الدموع تسيل على وجنتيه.
وعن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -: أن النبي ﷺ أمهل آل جعفر ثلاثاً بعد وفاته، ثم أتاهم فقال: " لا تبكوا على أخي بعد اليوم ".
وكَرِه بعض أهل العلم الكشف عن وجه الميت بعد موته مطلقا وقالوا:
إن المرض والموت يُغيِّران من وجه وجسد الميت، فإذا رآه من لا علم له ظن به ظن السوء، وهذا القول مروي عن النخعي وابن العربي.
قال ابن حجر في الفتح: " الموت لما كان سبب تغيير محاسن الحي التي عهد عليها كان ذلك مظنة للمنع من كشفه، حتى قال النخعي: ينبغي أن لا يطَّلع عليه إلا الغاسل له ".
وشدد: الصحيح والله أعلم: هو القول بجواز كشف وجه الميت، وتقبيله وتوديعه، والبكاء عليه وفق الضوابط الشرعية، لفعل النبي ﷺ والسلف الصالح، - رضوان الله عليهم-، وهو ما أفتت به دار الإفتاء المصرية، حيث قالت: " لا مانع شرعا من الدخول على الميت وكشف وجهه لتقبيله وتوديعه؛ سواء في ذلك الأقارب والأحباب، بل هو من هَدْي السنة النبوية المشرَّفة، وفِعْل السلف الصالح - رضوان الله عليهم -، ويستوي في ذلك وقوع التقبيل قبل التكفين وبعده، ما لم يترتب عليه مفسدة؛ كحدوث جَزَع أو فزع ممن يدخل عليه، أو تغير جسد الميت أو وجهه لمرض أو غلبة دم أو نحوه، سدًّا للذريعة وخوفا من سوء الظن به ممن يجهل حاله".
واختتم بالقول: اللهم أحسن خواتيمنا في الأمور كلها، وتوفَّنا وأنت راضٍ عنّا، واجعل آخر كلامنا من الدنيا: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".