ترامب يهاجم كولومبيا بفرض رسوم جمركية وتقليص مساعدات.. وحكومة بيترو ترد بقوة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عن نية فرض رسوم جمركية جديدة على كولومبيا، مع تقليل المساعدات المقدمة إليها، متهمًا الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، بتشجيع الإنتاج الضخم للمخدرات.
ترامب يتهم كولومبيا بدعم المخدرات
جاء ذلك وسط تصاعد التوترات بين البلدين، خاصة بعد غارات أمريكية استهدفت مزاعم تهريب مخدرات في منطقة البحر الكاريبي.
ترامب يهاجم كولومبيا ويتهمها بالتواطؤ في إنتاج المخدرات
واتهم ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" الرئيس الكولومبي بعدم اتخاذ أي خطوات فعالة لوقف إنتاج المخدرات، واصفًا الدعم الأمريكي الضخم لكولومبيا بأنه عملية احتيال طويلة الأمد على أمريكا.

ووفقًا للأرقام الرسمية، فإن الولايات المتحدة قدمت أكثر من 200 مليون دولار كمساعدات لكولومبيا للسنة المالية 2025، وهو رقم أقل مقارنة بالسنوات السابقة.
الخارجية الكولومبية ترد على تصريحات ترامب
وردت وزارة الخارجية الكولومبية رسميًا، ووصفت تصريحات ترامب بأنها تجاوز خطير يمس كرامة الرئيس وسيادة البلاد، مؤكدة رفضها لأي تهديدات أو ابتزاز سياسي، وأنها ستلجأ للمجتمع الدولي لطلب الدعم في مواجهة هذه التصريحات.
حكومة ترامب تعتزم فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الكولومبية
وأوضح ترامب أن حكومته تعتزم فرض رسوم جمركية جديدة على الصادرات الكولومبية دون الكشف عن التفاصيل أو الجدول الزمني، إضافة إلى وقف جميع المساعدات الأمريكية الموجهة إلى بوجوتا حتى إشعار آخر.
الصادرات الكولومبية
وتخضع معظم الصادرات الكولومبية حاليًا لرسوم جمركية نسبتها 10% داخل السوق الأمريكية، ومن المتوقع أن تزيد الزيادة الجديدة من الضغوط الاقتصادية على الاقتصاد الكولومبي، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات البن والزهور والمعادن إلى الولايات المتحدة.
توتر دبلوماسي جديد بين واشنطن وبوجوتا.. ترامب يتهم كولومبيا بدعم المخدرات
ويأتي هذا التصعيد في ظل خلافات متزايدة بين واشنطن وبوجوتا حول مكافحة تهريب المخدرات، خاصة بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن تدمير سفينة يشتبه في ارتباطها بجماعات متمردة في البحر الكاريبي، وهو الهجوم الذي نفاه الرئيس بيترو واعتبره انتهاكًا خطيرًا للسيادة الكولومبية، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح باستخدام ملف المخدرات ذريعة لتبرير مثل هذه الإجراءات.

كولومبيا تعاني من مكافحة زراعة نبات الكوكا
وتعاني كولومبيا منذ عقود من تحديات في مكافحة زراعة نبات الكوكا، المصدر الأساسي للكوكايين، رغم إعلان الرئيس بيترو العام الماضي عن استراتيجية شاملة تعتمد على الدمج بين الإجراءات الأمنية وبرامج التنمية الاجتماعية في المناطق الريفية، ولكن بطء التنفيذ والقيود التمويلية تعيق تحقيق نتائج ملموسة، مما زاد من حدة الانتقادات الأمريكية.
وفي سبتمبر الماضي، أدرجت الولايات المتحدة كولومبيا ضمن قائمة الدول التي فشلت في الالتزام بالاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات، مما زاد من حدة التوتر الدبلوماسي بين البلدين.
ويخشى محللون في كولومبيا من أن تستمر هذه الخلافات في إلحاق الضرر بالعلاقات التاريخية مع واشنطن، خاصة مع اعتماد كولومبيا الكبير على الدعم الأمريكي في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة والتنمية الريفية.
بينما يرى البعض أن تصعيد ترامب يأتي في إطار حملته الانتخابية، حيث يسعى لرفع موقفه المتشدد تجاه المخدرات والهجرة في أمريكا اللاتينية.
في المقابل، تؤكد بوجوتا أنها ستواصل تحركاتها الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لحشد الدعم ضد أي إجراءات أحادية قد تضر بسيادتها أو مصالح شعبها.