50 ألف قطعة.. أثري يتحمل عهدة 13 عامًا دون تقدير أو تسوية عادلة

الأمثلة الإيجابية من العاملين في وزارة السياحة والآثار، كثيرة، حيث لدينا العديد من المفتشين، والمرممين، وأمناء المتاحف، ورجال الأمن، الذين ضربوا أروع الأمثلة في حفظ الأمانة التي كلفتهم بها مصر، ومنهم الدكتور سعيد رمضان، أحد أمناء متحف الفن الإسلامي، والذي تحمل عهدة أثرية 50 ألف قطعة أثرية طوال ما يقرب من 13 عامًا.
استلمت عهدتي الأثري عام 2011 وكان عددها 50 ألف قطعة
وتنفرد «نيوز رووم» بتصريح من الدكتور سعيد رمضان، والذي قال: “استلمت عهدتي الأثري عام 2011م، وكان عددها 50 ألف قطعة من ذهب وفضة ونحاس، وهي عملات تنتمي لمختلف مراحل العصور الإسلامية، من عهد النبوة، وأخرى أموية وعباسية وفاطمية، ومملوكية، وأيوبية، وعثمانية، وحتى عصر أسرة محمد علي”
وتابع رمضان، “ومع انتهاء فترة خدمتي، بدأت منذ عام 2023 في تسليم القطع الأثرية، والتي استلمها 5 من الزملاء أمناء المتحف نظرًا لكثرتها”، “وتم تسليم القطع الأثرية الـ 50 ألف قطعة قطعة بدون أي ملاحظة، وكان آخر تسليم عام 2024”.
عانى الدكتور سعيد رمضان، وهو الحاصل على درجة الدكتوراة في مجال المسكوكات الإسلامية، ودراسة المسكوكات الإسلامية من أدق الدراسات الأثرية، ولها أهمية كبرى في مسألة التأريخ، حيث أن المسكوكة “وهي العملة المعدنية الدينار والدرهم”، تعتبر مصدر هام للغاية لكتابة التاريخ، فعليها تم تسجيل أسماء الملوك والأمراء ونوابهم، بل وبعض المناسبات الهامة، مثمل محمل الحج، وتولي الحكم، بل وتوارخ بعض الفتوحات، وأهم ما يمكن استنتاجه من المسكوكات الإسلامية هي فترات حكم السلاطين والملوك، وأسمائهم وألقابهم، وأسماء من ينوب عنهم".
ورغم كل ما سبق عانى الدكتور سعيد رمضان في مسألة تسوية وضعه الوظيفي، حيث أن بداية تعيينه كانت في إدارة أمن الآثار، ورغم حصوله علي الدكتوراه في المسكوكات، إلا أنه لم يستطع التسوية، ولم يحصل على درجة آثاري، أو مفتش آثار، ورغم ذلك لم يهمل عهدته، والتي سلمها بكل أمانة ودقة لأنها تمثل جزءً عزيزًا من تاريخ هذا الوطن، مصر.
وعبر نيوز رووم طالب سعيد رمضان بلقاء وزير السياحة والآثار، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كنوع من أنواع التقدير لمسيرته المهنية، حيث بدأ كأمن آثار، وهي مهنة عظيمة ولها مهام متعددة، ثم حصل على درجتي الماجستير والدكتوراة في الآثار الإسلامية والقبطية، وهي تخصص غاية في الدقة والصعوبة، ولكن لم تتم التسوية له.
وعبر صفحات نيوز رووم، ننقل رغبة الآثاري الدكتور سعيد رمضان، لعل يتم الاستجابة له، وتقديره على ما قدم في سبيل الحفاظ على جزء عزيز من كنوز مصر الأثرية.