الوداع الملكي.. قناع توت عنخ آمون يرحل من التحرير إلى المتحف الكبير

أعلن المتحف المصري في التحرير، أن اليوم الأحد 19 أكتوبر هو آخر أيام عرض القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، في المتحف، حيث سيتم غلق قاعة القناع الذهبي بالدور الثاني، بدءً من الغد الاثنين 20 أكتوبر، وبدء إجراءات نقل القناع إلى مكان عرضه الأخير في المتحف المصري الكبير بميدان الرماية.
وقالت الصفحة الرسمية للمتحف، «الوداع الملكي.. نهاية حقبة وبداية رحلة أسطورية»، «سنوات من العرض الملكي بالمتحف المصري بالقاهرة»، “القناع الذهبي يقول وداعًا لـ “ زوار المتحف المصري بالتحرير”، ”الآن الأحد 19 أكتوبر 2025، ومع غلق أبواب المتحف المصري بالقاهرة وانتهاء ساعات الزيارة الرسمية؛ يسدل المتحف الستار على حقبة تاريخية أمتدت لسنوات طويلة.
غلق قاعة عرض القناع الذهبي
فقد تم رسميًا غلق قاعة عرض القناع الذهبي والكنوز الملكية للملك الذهبي توت عنخ آمون، وبذلك، ينتهي عرض هذه المجموعة الأثرية الفريدة من نوعها داخل جدران المتحف المصري العريق الذي احتضنها لأكثر من قرن، ليشهد التاريخ ميلاد رحلة جديدة للملك الشاب داخل المتحف المصري الكبير، هناك، ستبدأ هذه القطع الأثرية عرضها الجديد، ترقبوا اللقاء التاريخي في المتحف المصري الكبير، حيث تبدأ رحلة الملك الذهبي توت عنخ آمون من جديد".
وقالت مصادر في المتحف المصري بالتحرير لـ نيوز رووم، إن نقل القناع لن يصاحبه أي مظهر من مظاهر الاحتفاء أو المواكب، حيث من المقرر نقله في خلال الـ 48 ساعة القادمة.
قناع توت عنخ آمون
يُعد من أبرز الكنوز التي خلفها قدماء المصريين، وهو رمز عالمي يجسد براعة الصياغة والفن في مصر القديمة، صُنع القناع من صفائح ذهبية دقيقة مثبّتة على هيكلين من معادن مختلفة، ويبلغ ارتفاعه نحو 54 سم، ويزن حوالي 10.2 كيلوجرام.
زُيّن القناع بأحجار شبه كريمة مثل اللازورد والتركواز والكارنيلان، بينما صُنعت العينان من الأوبسيديان والكوارتز، وعلى الكتفين نُقش تعويذة من كتاب الموتى تهدف إلى حماية الملك في العالم الآخر.
اكتُشف القناع داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك على يد عالم الآثار هوارد كارتر بين عامي 1922 و1925، وكان موضوعًا مباشرة على مومياء الملك داخل التابوت الداخلي المصنوع من الذهب الخالص.
وقد شكّل هذا الاكتشاف حدثًا استثنائيًا في تاريخ علم الآثار، إذ أتاح فهمًا أعمق لعادات الدفن والطقوس الملكية في عهد الأسرة الثامنة عشرة، ولفت أنظار العالم إلى عظمة التراث المصري القديم.
كشفت الفحوص العلمية الحديثة بالأشعة والتحليل المعدني أن القناع مكوّن من طبقتين من الذهب بدرجات نقاء متفاوتة، مما يدل على مهارة مذهلة في تقنيات الصياغة لدى حرفيي قدماء المصريين.
أما ملامح الوجه الهادئة والعينان الواسعتان والابتسامة الرقيقة فتعكس مثالية الملك بوصفه كائنًا إلهيًا، وتخدم غرضًا دينيًا يرتبط بإحياء الروح بعد الموت وفق العقيدة المصرية القديمة.
وقد أثارت دراسات حديثة نقاشًا بين الباحثين حول ما إذا كان القناع قد صُنع خصيصًا للملك توت عنخ آمون أم أُعيد استخدامه من قطعة أقدم أُعدّت لأحد أفراد العائلة الملكية، ربما لملكة أو أميرة من ذات السلالة.
ومع بقاء هذه الفرضية غير محسومة، فإن القناع يظل تحفة فنية لا مثيل لها تجمع بين الجمال والرمزية الدينية.