«طلحة»: خط بارليف كلف إسرائيل 5 مليارات دولار والهجوم المصري أربك الحسابات

قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن خط بارليف الذي أقامته إسرائيل على الضفة الشرقية لقناة السويس كلفها نحو 5 مليارات دولار، مشيرًا إلى أنه جاء نتيجة تعاون بين 30 خبيرًا من إسرائيل وألمانيا وأمريكا بهدف إنشاء حاجز دفاعي دائم يمثل درعًا أمنيًا منيعا أمام أي محاولة عبور مصرية.
الهدف الأساسي لقوات الاحتلال
وقال طلحة، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد"، إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قبل اندلاع حرب أكتوبر كان قد صرح بأن الهدف الأساسي لقوات الاحتلال هو منع الجيش المصري من تحقيق أي اختراق أو حتى الوصول إلى موطئ قدم على الضفة الشرقية للقناة.
وأوضح أن العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي وقتها كانت تعتمد على الدفاع العنيد والثابت، وكأنهم يدافعون عن قلب إسرائيل نفسه، وهو ما ظهر جليًا في شراسة تمركزهم على طول القناة.
وأشار اللواء طلحة إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي أكد في حينها رفضه الكامل لفكرة الانسحاب التكتيكي، مشددًا على ضرورة التصدي للقوات المصرية وقتلهم على حافة القناة مباشرة.
موضحًا أن تحصينات خط بارليف لم تكن فقط لأغراض عسكرية، بل كانت تحمل بعدًا سياسيًا، إذ كان العلم الإسرائيلي مرفوعًا فوق تلك التحصينات في رسالة رمزية تؤكد سيطرتهم.
حرب أكتوبر كانت مختلفة عن كل الحروب السابقة
ونوه إلى أن حرب أكتوبر كانت مختلفة عن كل الحروب السابقة، بحسب اعترافات قادة الاحتلال أنفسهم، حيث وصف رئيس الأركان الإسرائيلي يوم السادس من أكتوبر بـ"اليوم المرير"، مشددًا على أن الجيش المصري هو من بادر بالهجوم وغيّر قواعد المعركة.
وأكد طلحة أن الهجوم هو من يصنع النصر في أي معركة، مستشهدًا بالتجربة المصرية في حرب أكتوبر التي قلبت موازين القوى وأثبتت قدرة الجيش المصري على التفوق الاستراتيجي والتكتيكي.
وتابع أن مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية في تلك الفترة حذّر من أن المواجهة بين الدول العربية وإسرائيل قد تتكرر مستقبلًا، ما يعكس قلقًا إسرائيليًا دائمًا من عودة الصراع المسلح.
وأضاف اللواء طلحة أن أطماع إسرائيل في المنطقة ليست سياسية فقط، بل عقائدية، ما يجعلها لا تتوقف عن محاولات التوسع والهيمنة، مشيرا إلى أن مصر اليوم تمتلك قوة ردع شاملة، وتلتزم باحترام اتفاقياتها الدولية وتعهداتها، بما يعكس توازنًا دقيقًا بين القوة العسكرية والانضباط السياسي.