محمود طلحة: قادة إسرائيليون توقعوا حرب 6 أكتوبر 1973 قبل غروب الشمس
قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، أن قادة عسكريين إسرائيليين اعترفوا بأن الهجوم المصري والسوري في حرب أكتوبر كان متوقعًا قبل غروب شمس السادس من أكتوبر 1973.
الخطة نجحت في تضليل العدو الإسرائيلي حتى صباح يوم الهجوم
وقال طلحة، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي"، المذاع عبر قناة "صدى البلد"، إن خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها القوات المسلحة المصرية قبل اندلاع الحرب كانت بمثابة فضل من الله، موضحًا أن تلك الخطة نجحت في تضليل العدو الإسرائيلي حتى صباح يوم الهجوم دون أن يتمكن من كشفها.
وأشار اللواء طلحة إلى أن إسرائيل رغم حصولها على معلومات استخباراتية تفيد بنية مصر شن هجوم في السادس من أكتوبر، إلا أن حالة من الغرور والتعالي العسكري سيطرت على قيادتها، خاصة في ظل ثقتهم الزائدة في تحصينات خط بارليف وقدرتها على صد أي هجوم محتمل.
ونوه إلى أن رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، جولدا مائير، رفضت تنفيذ ضربة استباقية على الرغم من تأكيد أجهزة الاستخبارات وجود نية مصرية للهجوم، مشيرًا إلى أن هذا القرار كان من العوامل التي ساهمت في نجاح المفاجأة المصرية.
إسرائيل تحاول دومًا تصدير صورة المظلومية في تعاملها مع الآخري
وأكد طلحة أن إسرائيل تحاول دومًا تصدير صورة المظلومية في تعاملها مع الآخرين، رغم أنها المعتدية في معظم الصراعات، وهو ما ظهر جليًا في حرب أكتوبر.
وتابع: "في عام 1967 خسرنا سيناء وخسرنا الحرب قبل أن تبدأ، أما في 1973 فقد كانت هناك دولة مصرية لديها تصميم وإرادة على كسب الحرب قبل أن تبدأ، لافتًا إلى أن نجاح حرب أكتوبر جاء نتيجة التخطيط الجيد والدراسة العميقة والواقعية، إلى جانب الإصرار على رد شرف العسكرية المصرية واستعادة الكرامة الوطنية.
حرب أكتوبر تختلف عن كل الحروب السابقة
وأضاف طلحة أن التغلب على التحديات التي واجهت القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر كان مرهونًا بعناصر عدة، أبرزها إرادة القتال، والدعم الشعبي، والإيمان بحتمية استعادة الأرض سواء بالسلاح أو عبر المسار السياسي.
كما لفت إلى تصريح مهم لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1973، والذي أكد فيه أن حرب أكتوبر تختلف عن كل الحروب السابقة، وأن الجيش المصري هو من بادر بالهجوم، واصفًا السادس من أكتوبر بـ"اليوم المرير" في تاريخ إسرائيل العسكري.
