طلحة: لجنة تحقيق إسرائيلية بعد حرب أكتوبر كشفت مفاجآت عن أداء القادة

قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، إن إسرائيل شكلت لجنة تحقيقات موسعة عقب هزيمتها في حرب أكتوبر 1973، لمساءلة كبار قادتها العسكريين والأمنيين حول أسباب الإخفاق المفاجئ أمام القوات المصرية.

 الوثائق الكاملة للجنة التحقيقات الإسرائيلية تم ترجمتها بدقة إلى اللغة العربية

وأكد طلحة، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، إن هناك اتفاق تم مع النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، ورئيس اتحاد البرلمان من أجل المتوسط، لنشر تفاصيل تلك التحقيقات المهمة، مشيرًا إلى أن هذا ما أكده له الدكتور إبراهيم البحراوي، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية.

وأوضح طلحة أن الوثائق الكاملة للجنة التحقيقات الإسرائيلية تم ترجمتها بدقة إلى اللغة العربية، وجرى نشرها في الأسواق لتكون متاحة للباحثين والمهتمين بتاريخ الحرب.

وأشار إلى أن هذه التحقيقات تضمنت شهادات لرئيس المخابرات الإسرائيلية آنذاك، الذي اعترف بأن التحذيرات التي وردت قبيل اندلاع الحرب اعتُبرت إنذارات كاذبة، ما أدى إلى تجاهلها من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحرب لم تكن متوقعة على الإطلاق من جانبهم.

 أبرز عناصر الصدمة الإسرائيلية 

ونوّه طلحة إلى أن أحد أبرز عناصر الصدمة الإسرائيلية كان الاختراق المصري لخط بارليف، الذي كان يمتد بطول 35 كيلومترًا في عمق سيناء، وبتحصينات متفاوتة العمق والارتفاع، مضيفًا أن هذا الخط، الذي اعتُبر يومًا "حصنًا منيعًا"، تم تحطيمه بخطة عسكرية مصرية محكمة ومفاجئة.

وتابع اللواء طلحة حديثه قائلاً إن الوثائق والشهادات الإسرائيلية تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن حرب أكتوبر كانت ضربة استراتيجية خاطفة أربكت حسابات إسرائيل وكسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.

وأضاف أن كشف هذه الوثائق للرأي العام المصري والعربي يُعد خطوة مهمة نحو فهم أعمق لكواليس الحرب والانتصار، ويؤكد من جديد كفاءة التخطيط المصري وبراعة القيادة العسكرية خلال تلك المرحلة الفارقة من تاريخ الأمة.

دور أشرف مروان في تنفيذ خطة الخداع قبيل اندلاع حرب أكتوبر

كشف طلحة، عن الدور البارز الذي لعبه أشرف مروان في تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجي قبيل اندلاع حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، مؤكدًا أن هذه الخطة كانت أحد العوامل الحاسمة في تحقيق النصر المصري.

وقال طلحة، إن كل ما تم تداوله عن دور أشرف مروان في تلك الفترة اعتمد على وثائق ومصادر إسرائيلية، ما يمنح ما نُشر مصداقية إضافية من الجانب الآخر.

المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل بشأن توقيت اندلاع الحرب لم تؤخذ على محمل الجد

وأوضح أن المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل بشأن توقيت اندلاع الحرب لم تؤخذ على محمل الجد، بسبب الغرور الإسرائيلي والتشكيك في مصداقية تلك المعلومات، وهو ما انعكس في بطء رد الفعل الإسرائيلي في الساعات الأولى من الحرب.

وأشار إلى أن جنرالًا إسرائيليًا بارزًا اعترف لاحقًا بأن إسرائيل أهدرت ساعات ثمينة في بداية الحرب، وكان رد فعلها بطيئًا بشكل كبير، مما منح القوات المصرية أفضلية استراتيجية في الساعات الأولى.