أمين الفتوى يحسم الجدل حول الاحتفال بموالد آل البيت

قال الشيخ الدكتور محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بموالد آل البيت جائز شرعًا ولا حرج فيه، مؤكدًا أنه لا إثم على من يشارك في هذه المناسبات، ما دام ذلك يتم في إطار منضبط لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية.
القرآن الكريم أشار إلى أهمية التذكير بالأيام العظيمة
وأوضح الدكتور كمال، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج الساعة 6، والمذاع عبر قناة الحياة، مع الإعلامية عزة مصطفى، أن القرآن الكريم أشار إلى أهمية التذكير بالأيام العظيمة في قوله تعالى: "وذكّرهم بأيام الله"، مشيرا إلى أن من بين هذه الأيام، أيام ولادة الأئمة والصالحين، والتي يمكن اعتبارها فرصة لتجديد المحبة والاقتداء بسيرتهم العطرة.
وأشار أمين الفتوى إلى أن مثل هذه المناسبات تعزز الروابط الروحية بين المسلمين وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، شريطة أن تُقام بضوابط شرعية، بعيدًا عن أي مظاهر تخالف الإسلام في القول أو الفعل.
ونوّه إلى أن دار الإفتاء لا ترى مانعًا من إقامة الموالد، بل تعتبرها من باب الذكر والاحتفاء بالصالحين، داعيًا إلى استثمار هذه المناسبات في نشر القيم النبوية، وتعليم السيرة، وغرس الأخلاق في نفوس الأجيال.
وأضاف في ختام حديثه أن الاحتفال بمولد أي من آل البيت أو الصالحين يجب أن يكون وسيلة للتزكية والتقوى، لا مجالًا للغلو أو التعدي، مؤكدًا أن الاحتفاء بالأولياء هو احتفاء بالقيم التي حملوها في حياتهم، وهو ما يحتاجه المجتمع في ظل ما نواجهه من تحديات روحية وأخلاقية.
وفي وقت سابق، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: “ما حكم زيارة مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وروضته الشريفة، وزيارة الأضرحة، ومقامات آل البيت، والأولياء، والعارفين، والعلماء، والصالحين، ومشايخنا، والصحابة أجمعين؟”
حكم زيارة مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على هذا السؤال إن زيارة مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وروضته الشريفة من أفضل القربات إلى الله تعالى، وزيارة الأضرحة ومقامات آل البيت والأولياء والعارفين والعلماء والصالحين مشروعة كذلك، واستقر عليها عمل علماء المسلمين سلفًا وخلفًا، مع ضرورة مراعاة الخشوع والسكينة، والذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، وعدم رفع الصوت عند مقام سيد السادات، وكذا عند مقامات أهل بيته والصالحين من أمته، فهي مواطن للعبرات، وكذا عدم الإتيان بشيء من الأفعال التي قد تقع مما يقدح ظاهرها في دين أو يطعن في سلوك أو يلزم عنه مذمة في الدين أو اتهام في المعتقد، فتعكر صفو هذه الزيارات المباركات وتؤول إلى الإنكار وإثارة الفتن.