خبير آثار: قرية "البهنسا" تحتضن تاريخ آل البيت ومساجد أثرية

قال أيمن عواد، خبير الآثار الإسلامية بمنطقة البهنسا، إن الله أراد لمصر أن تُكرم بوجود آل بيت النبي بعد معركة كربلاء سنة 61 هجرية، واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه، حيث جاءت السيدة زينب بنت الإمام الحسين إلى مصر ومعها طفل صغير يُقال إنه زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو الشخص الوحيد الذي نجا من معركة كربلاء من آل البيت، ليستكمل مسيرتهم في مصر.
أهل مصر استقبلوا آل البيت بحفاوة بالغة
وأضاف “عواد”، خلال لقائه مع الإعلامي محمود الشريف، ببرنامج “مراسي”، على شاشة “النهار”، أن أهل مصر استقبلوا آل البيت بحفاوة بالغة، رغم وجود حكم بني أمية آنذاك، حتى أن السيدة زينب دعت لمصر وأهلها بالخير والبركات، مما اعتُبر تكريمًا لمصر منذ القدم.
وأشار عواد إلى أن سيدنا الحسن الصالح، وهو الحفيد المباشر لزين العابدين، سكن في البهنسا وكان من علمائها في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، وتميّز بورعه وتقواه، وبنى العديد من المساجد والأربطة، موضحًا أن مسجد الحسن بن صالح هو من أقدم مساجد البهنسا والمنيا كلها، ويأتي في الترتيب بعد مسجد عمرو بن العاص والمسجد العمراوي.
وجود ضريح السيدة رقية
وتطرق إلى وجود ضريح السيدة رقية، ابنة الإمام موسى الكاظم، أحد أئمة المذهب الإثني عشري، وضريح الإمام محمد الخرسي، وهو من العلماء الذين ظهروا في البهنسا خلال العصر العثماني، مؤكدًا أن المكان الذي يقف فيه حاليًا يحمل بقايا مسجد، تتضح من خلال المحراب والحنايا الركنية والعقود المتبقية، في دلالة على مكانة البهنسا الكبيرة خلال الحضارة الإسلامية.
من ناحية أخرى، قال أيمن عواد، خبير الآثار الإسلامية بمنطقة البهنسا، إن قبة البدريين تُعد من أبرز المعالم التاريخية والروحانية في قرية البهنسا بمحافظة المنيا، نظرًا لما تضمه من رفات عدد من الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر الكبرى، وكان لهم دور بارز في الفتح الإسلامي لمصر.
وأوضح أن بداية القصة تعود إلى حين أرسل عمرو بن العاص القائد قيس بن الحارث المرادي، لفتح البهنسا، فعسكر بمنطقتها وبدأ يرسل السرايا بقيادة عدد من الأمراء لحصارها وفتحها، مشيرًا إلى أن من أبرز القادة المشاركين في تلك المعركة كانوا القعقاع بن عمرو، وعقبة بن عامر الجهني، وزياد بن الحارث بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد.