عاجل

في حضرة آل البيت.. لقاء خاص مع إمام مسجد السيدة سكينة |فيديو

الشيخ كرم فراج إمام
الشيخ كرم فراج إمام وخطيب مسجد السيدة سكينة

ينشر موقع «نيوز رووم» أولى حلقات سلسلة في حضرة آل البيت، حيث التعريف بالسادة الأشراف من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ممن سكنوا مصر وعمرت بهم، وشرفت بوجودهم رضوان الله وسلامه عليهم أجمعين.

من هي السيدة سكينة؟

ويأتي في مقدمة مساجد وأضرحة آل البيت مسجد ومقام السيدة سكينة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها وجدها الأكبر حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن هي السيدة سكينة رضي الله عنها؟

يقول الشيخ كرم فراج إمام وخطيب مسجد السيدة سكينة رضي الله تعالى عنها وأرضاها لـ «نيوز رووم» أنها السيدة آمنة أوأمينة أوأميمة، وسميت سكينة لما غلب عليها من الهدوء والسكينة، ولدت في عام 47 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وحينما استشهد الإمام الحسين في كربلاء كانت تبلغ من العمر 14 عامًا.

بعد استشهاد الحسين ذهبت إلى الشام ومنها إلى المدينة المنورة، فأشار عبدالله رضي الله عنهما أن تذهب إلى مصر فيها قوم يحبون آل بيت رسول الله، فجاءت إلى مصر ومعها بقية آل بيت رسول صلى الله عليه وسلم ففرح بهم أهل مصر فرحًا كبيرا، وفي الفيديو التالي باقي سيرتها:

مقصد لكل من يبحث عن السكينة

يُعد مسجد السيدة سكينة واحدًا من أهم المعالم الإسلامية في القاهرة، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. فهو ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو محطة للتأمل والسكينة، ومصدر إلهام لكل من يبحث عن الجمال الروحي والمعماري.

يقول الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق لـ «نيوز رووم» في قلب القاهرة القديمة، وتحديدًا في شارع الخليفة، يقف مسجد السيدة سكينة شامخًا، شاهدًا على عبق التاريخ وعظمة العمارة الإسلامية. هذا المسجد الذي يحمل اسم السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ليس مجرد بناء أثري، بل هو رمز روحي ومعماري يروي قصصًا من الفصاحة والجود والفضل.

السيدة سكينة، التي ينسب إليها المسجد، هي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الإسلام. فهي حفيدة الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، وابنة الإمام الحسين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم. عُرفت السيدة سكينة بالفصاحة وإجادة الشعر، وكانت مثالًا للجود والفضل وحسن الأخلاق. تزوجت من مصعب بن الزبير، الذي استشهد لاحقًا، وعاشت حياتها في ظل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل إرثًا من العلم والحكمة.

توفيت السيدة سكينة في ربيع الأول من عام 117 هـ (735 م)، لكنها تركت بصمة خالدة في قلوب المسلمين، ليصبح مسجدها في القاهرة مقصدًا لكل من يبحث عن السكينة الروحية والارتباط بآل بيت النبي.

يعود تاريخ المسجد الحالي إلى العمارة التي أجراها الأمير عبد الرحمن كتخدا في عام 1173 هـ (1759 م)، حيث قام ببناء المسجد وإظهار عمارة الضريح. وفي عهد عباس باشا الأول، تم تجديد المسجد في عام 1266 هـ (1850 م)، وشهد المسجد إضافة مقصورة من النحاس الأصفر حول الضريح، وهي ما تزال موجودة حتى اليوم.

أما العمارة الشاملة التي أعطت المسجد مظهره الحالي، فقد تمت في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في عام 1322 هـ (1904 م). وقد سجلت هذه العمارة على عتب المداخل الثلاثة للمسجد، لتبقى شاهدًا على اهتمام الدولة المصرية بالمعالم الإسلامية.

مسجد السيدة سكينة ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو تحفة معمارية تدهش كل من يزوره. يتميز المسجد بأربع واجهات، وهو عبارة عن مستطيل غير منتظم الأضلاع بمساحة كلية تقدر بنحو 1368 مترًا مربعًا.

تم تقسيم المسجد إلى أربعة أروقة بواسطة ثلاث بائكات من العقود الحجرية المدببة، التي تستند على أعمدة رخامية ذات قواعد مربعة. وتتميز هذه العقود باتجاهاتها الموازية لجدار القبلة، مما يضفي على المسجد طابعًا معماريًا فريدًا.

أوسع أروقة المسجد هو الرواق الثاني، الذي يلي القبلة، ويقع على محوره بابان. وتغطي البلاطة الوسطى من هذا الرواق شخشيخة خشبية، تضفي لمسة جمالية على التصميم. أما أصغر الأروقة، فهو الرواق البحري، الذي تتراجع جدرانه نحو الداخل، مما يخلق إحساسًا بالرحابة والتناغم في التصميم.

مما نقش على ضريح السيدة سكينة من أبيات الشعر والمدح

مكتوب على ضريح السيدة سكينة بالقاهره هذه الأبيات :

إذا رمت العُلا والعزَّ فاقصدْ .. سُكينة بنت مولانا الحسينِ

وعند ضريحِها قفْ باحترامٍ .. لتشهد نورَها في الخافقينِ

لها الجاهُ العريضُ بلا منازع .. وجودٌ فاضَ من كرمِ اليدينِ

لها شرفٌ عظيمٌ لا يُضاهَى .. مقامٌ عٌلاهُ فوقَ الفرقدينِ

تأدبْ إن قدمت إلى حماها .. وحرك إن أتيتَ الحلقتينِ

تجدْ نفحاتِها في الكونِ عَمَّتْ .. ويُشاعُ الفضلُ بين المشرقينِ

فكم نظرت لمحسوبٍ أتاها .. ففازَ بسرِّها بالحسنينِ 

إذا المكروبُ ناداها بصدقٍ .. تزولُ كروبُهُ في لحظتينِ

تبرقعَ قبرُها بالنورِ لما .. تحلت بالرضا في الحضرتينِ

بها تتنَّـزلُ الرحماتُ فينا .. فتقسمُها لنا بالراحتينِ

أتينا حيَّ سيدتي سُكينة .. وكيفَ تردُنَّا صفْر اليدينِ 

تم نسخ الرابط