محلل سياسي يعلق على تصريحات قيادي حماس حول الوضع الأمني في غزة

قال أشرف عكا، المحلل السياسي، إن تصريح محمد نزال، القيادي في حركة حماس، والذي أشار فيه إلى أن من مصلحة قطاع غزة أن تظل حركة حماس مسيطرة على الوضع الأمني فيه، يعكس تناقضات داخلية في الحركة نفسها، مشيراً إلى أن نزال يعتبر شخصية مثيرة للجدل بسبب تصريحاته المتناقضة على مدار سنوات، والتي عمقت الانقسام الفلسطيني.
تصريحات نزال تعبر عن حالة إفلاس سياسي داخل حماس
وأوضح عكا، خلال تصريحاته عبر قناة الحدث، أن تصريحات نزال تعبر عن حالة إفلاس سياسي داخل حماس، وأنها قد ترتبط بمحاولة الحركة تقديم أوراق اعتماد للمرحلة القادمة أمام الإدارة الأمريكية أو بعض القوى الإقليمية، خاصة بعد أن فرضت حماس واقعاً أمنياً جديداً خلال الأيام الماضية يعكس قوتها وحضورها.
وأشار إلى وجود تناقضات داخلية بين فصائل حماس في الداخل والخارج، ولفت إلى أن هناك انقسامات أفقية وعمودية في بنية الحركة، خاصة مع حالة الإجماع العربي والفلسطيني على ضرورة إنهاء الانقسام وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة.
ونوه المحلل السياسي بأن بعض الأطراف داخل حماس غير راضية عن التطورات التي تضمنتها خطة ترامب المرحلية، مؤكداً أن هناك ضغطاً عربياً وإقليمياً من أجل خروج حماس من المشهد السياسي والأمني في القطاع، وإزالتها من مفاصل الحكم والإدارة.
قدرة حماس على تلبية متطلبات إعادة إعمار قطاع غزة بدون تدخل خارجي
وأكد عكا أن السؤال الحقيقي يكمن في قدرة حماس على تلبية متطلبات إعادة إعمار قطاع غزة بدون تدخل خارجي، مشدداً على أن هذه التناقضات الداخلية في حماس تظهر في تصريحات متناقضة، بين التزام بخطة معينة ومناشدات أخرى للرئيس ترامب والوسطاء.
وتابع أن هذه التصريحات لا تبدو مؤثرة على الأرض، فهي لا تغير ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات شرم الشيخ والقاهرة، لكن الجانب الإسرائيلي قد يستخدمها كذريعة لتعطيل إدخال المساعدات إلى القطاع، أو لتعطيل الاتفاقات المتعلقة بعودة السلطة الفلسطينية وفتح معبر رفح.
وأضاف عكا أن الهدف الإسرائيلي من هذه الذرائع هو على الأقل تعطيل مسار إدخال المساعدات وإبقاء الوضع على ما هو عليه، ما يؤثر سلباً على حياة الفلسطينيين في غزة، ويؤخر إعادة الحياة للمستشفيات والبنية التحتية والمياه والكهرباء والغذاء.
وشدد على ضرورة أن تصمت أطراف حماس المتناقضة، وأن تترك الأمور للحالة الوطنية الفلسطينية وللجهود العربية الجماعية التي تسعى للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني بدلاً من الحفاظ على بقاء فصيل أو حزب على حساب القضية الوطنية.