بمشاركة أسرته في مسقط رأسه ببلبيس.. أوقاف الشرقية تحيي ذكرى وفاة الإمام الأكبر

أحيت مديرية أوقاف الشرقية الذكرى السنوية لوفاة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وذلك في مسقط رأسه بقرية السلام مركز بلبيس، حيث وُري جثمانه الثرى بجوار مسجده ومرقده .
منهج الأزهر الوسطي المعتدل
يأتي هذا اللقاء تكريما وتقديرا لمقام الإمام الجليل، الذي أفنى حياته في خدمة الدين والوطن، ودافع عن منهج الأزهر الوسطي المعتدل، وساهم بفكره النير في تجديد الخطاب الديني وترسيخ معاني الإيمان والتصوف الأصيل.
وشاركت مديرية أوقاف الشرقية أسرة الإمام الراحل وأهالي القرية في هذه المناسبة المباركة، ألقى الدكتور شعبان كفافي، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالزقازيق، خطبة الجمعة التي تناولت مكانة العلماء ودورهم في حفظ الدين ونشر الهداية بين الناس، مستشهدًا بسيرة الإمام عبد الحليم محمود نموذجا للعالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل والزهد.
وشهدت الفعالية حضورًا مميزًا من أفراد أسرة الإمام الراحل، وفضيلة الدكتور محمود مالك علوان، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إلى جانب جمع كبير من محبي الإمام وتلاميذه ومريديه، الذين عبّروا عن حبهم وتقديرهم للإمام الراحل ودعوا له بالرحمة والمغفرة.
واختتمت المناسبة بالدعاء لروح الإمام عبد الحليم محمود، بأن يجزيه الله عن علمه وجهده خير الجزاء، وأن يظل فكره المضيء نبراسًا للأزهر الشريف ولأجيال العلماء والدعاة السائرين على دربه في نشر رسالة الإسلام السمحة.
وتحل اليوم 17 أكتوبر الذكرى السابعة والأربعون لوفاة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف، وأحد رموز التجديد الديني والعلمي في القرن العشرين، والذي ترك وراءه تراثا علميًا وروحيا وفكريا لا يزال أثره حاضرا في العالم الإسلامي.
ولد الشيخ عبد الحليم محمود في 12 مايو 1910 ، بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية على ضفاف ترعة الإسماعيلية، في أسرة عرفت بالصلاح والتقوى. حفظ القرآن الكريم صغيرا، ثم التحق بالأزهر عام 1923م، وتنقل بين حلقاته، ثم التحق بمعهد الزقازيق الأزهري عند افتتاحه عام 1925م، بالإضافة إلى معهد المعلمين المسائي، حيث جمع بين الدراستين ونجح فيهما معًا. حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية عام 1928م، ثم شهادة العالمية عام 1932م (1351هـ).
خطبة قوية من منبرالأزهر
وبعد اندلاع الحرب ألقى الإمام خطبة قوية من منبر الأزهر الشريف، أعلن فيها أن الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي هي جهاد في سبيل الله، ومن يستشهد فيها له الجنة، ومن يتخلف عنها يموت على شعبة من شعب النفاق. وكان لموقفه دور كبير في رفع الروح المعنوية لدى القيادة والجنود والشعب، ومهّد الطريق لنصر رمضان المجيد.
وفي 16 من ذي القعدة عام 1398هـ، الموافق 17 أكتوبر 1978م، عاد الإمام من رحلة الحج، وأجرى عملية جراحية بمستشفى في القاهرة، لكن حالته الصحية تدهورت، وتوفي بعد ثلاثة أيام. خيم الحزن على الأمة الإسلامية برحيله، واحتشدت جموع المسلمين في الجامع الأزهر للصلاة عليه، ثم شيع جثمانه إلى مسقط رأسه بالشرقية، حيث دفن في ضريح أنشأه شقيقه الشيخ عبد الغني بجوار مسجد القرية.